دق أعضاء المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو ناقوس الخطر للوضعية المتدهورة التي آلت إليها البيئة بالولاية جراء انتشار النفايات المتراكمة التي شوهت الوجه العمراني لمدن الولاية، فضلا عن مشكل صعوبة احتواء الوضعية، رغم مساعي السلطات المحلية للولاية وعلى رأسها مديرية البيئة التي تعمل جاهدة من أجل إنجاز مشاريع وبرمجة أخرى، داعين إلى ضرورة تضافر الجهود لوضع سياسة جديدة تهدف إلى التكفل الفعلي بمشكل النفايات بمختلف أنواعها. وتطرق مسؤولو قطاع البيئة لولاية تيزي وزو على هامش أشغال الملتقى الذي نظم، أمس الأربعاء، بمقر المجلس الشعبي الولائي، حول ''معالجة النفايات المنزلية، الطبية والبناء والأشغال العمومية''، بحضور وفد فرنسي مختص في هذا المجال، إلى واقع القطاع بالولاية، حيث تشير الأرقام المقدمة إلى أن تيزي وزو التي يقدر تعدادها السكاني بنحو مليون و116 ألف مواطن تقذف نحو 300 ألف طن من النفايات سنويا بمعدل يومي يقدر ب0,75 كلغ يقذفه كل مواطن بالوسط الحضري مقابل 0,5 كلغ يقذفه مواطن الريف، كما تشير الأرقام إلى تسجيل نحو 70 ألف طن من النفايات التي ترمى في الطبيعة والشوارع والتي تمثل 25 بالمائة منها نفايات التغليف، وهو ما يوضح أن المنطقة تتخبط وسط أكوام من النفايات في ظل جملة من المشاكل التي تتقدمها التضاريس الوعرة فضلا عن مشكل العقار، وغياب الإمكانيات والوعي الحضاري بأهمية الحفاظ على البيئة، ورمي النفايات في كل مكان، بحيث أحصت الولاية نحو 1500 مفرغة عشوائية موزعة على مساحة إجمالية تقدر ب75 هكتارا. وكما ذكرت المديرية على لسان ممثليها، بالمشاريع المنجزة والمبرمجة والتي منها 3 مراكز لردم النفايات بكل من تيزي وزو وذراع الميزان وواسيف التي دخلت حيز الاستغلال في 2009 ليضاف إليها مشروع إنجاز مركز لردم النفايات ببوبهير الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 310 ملايين دج، حيث انتهت الدراسات، فيما توقفت أشغال إنجازه بسبب المعارضة، كما برمجت المديرية مشروع إنجاز مفارغ عمومية بكل من بني دوالة وبني زمنزار المسجلة لسنة ,2010 وتجري حاليا أشغال إنجازها التي تسير بوتيرة جيدة، حيث بلغت نسبة تقدمها ال75 بالمائة، كما سجلت للدراسة والإنجاز هذه السنة مفرغة عمومية بكل من فريحة التي خصصت بها مساحة قدرها 10 هكتارات على مستوى بوهلالو، فرحونان، تادميت وواضية، فيما انتهت دراسات إنجاز مفرغة ببني عيسي، آيت محمود، زكري، بوزقان، بودجيمة وبني يني وغيرها من المفارغ العمومية التي ستستفيد منها مدن الولاية، كما برمجت المديرية مشروع إنجاز مركز لفرز النفايات على مستوى منطقة واد فالي والذي سيدعم نشاط مركز ردم النفايات الذي تم إنجازه بذات المنطقة. وقدم الخبراء الفرنسيون المشاركون في أشغال الملتقى نموذجا يسمح لولاية تيزي وزو بمعالجة مشكلة النفايات من خلال الفرز والرسكلة، حيث أشار السيد بييرو باتريك وهو فرنسي مختص في البيئة في مداخلته أنه من الأحسن إنجاز مصنع مركزي للفرز مع الأخذ بعين الاعتبار تجربة إسبانيا في هذا المجال.