تشهد شوارع وطرقات مدينة تيزي وزو والبلديات التابعة لها، انتشارا كبيرا للنفايات التي شوهت المظهر العمراني لمدن الولاية وتهدد البيئة وتنذر بالخطر الذي يحدق بصحة المواطنين والمحيط الذي يعيشون فيه، كما أن الظاهرة طالت مياه وادي سيباو الذي يعد المصدر الرئيسي لتزويد عدة بلديات بالماء الشروب. وقد نتج عن غياب أماكن للتفريغ تكدس النفايات في أماكن مختلفة، محولة بذلك مدن وقرى الولاية إلى أكوام من القمامات، حيث تم إحصاء أزيد من 1219 مفرغة عمومية موزعة عبر دوائر وبلديات الولاية، حيث أدى عجز المسؤولين بقطاع البيئة عن إيجاد حل للمشكلة التي أضحت تتفاقم بوتيرة مخيفة وتنذر بالخطر، خاصة بعد أن طالت الظاهرة مناظر خلابة تحولت إلى مزابل ومفرغات فوضوية، مهددة سلامة المحيط ومختلف المنشآت الطبيعية كالسدود، الغطاء النباتي، وغير ذلك من الآفات الناتجة عن الأوساخ الخطيرة والمضرة منها، على غرار المواد الكيميائية التي تتواجد ضمن القمامات، كما أنها تقلص من جمال الولاية ما يترتب عنه نفور السياح والزوار. وتشير الإحصائيات المتوفرة لدى مديرية البيئة لتيزي وزو، إلى أن الولاية تقذف يوميا بنحو 900 كغ من النفايات المنزلية، فيما يجمع عمال النظافة ما يعادل 320 ألف طن سنويا، وذلك من خلال الاستعمالات اليومية للمواطنين والمؤسسات الاقتصادية والتجارية، حيث تجاوزت هذه الكمية بكثير المعدل الوطني، وحيث دعا مسؤولو قطاع البيئة إلى استغلال الجانب الاقتصادي في عملية استرجاع وتحويل النفايات المنزلية، خاصة وأن الولاية سجلت مشاريع واعدة في مجال مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية، التي تتدعم بمنشآت وحدات الفرز واسترجاع المواد التي تستغل لتحويلها إلى البلاستيك، النحاس وغيرها، مما يساهم في استحداث مناصب شغل لفائدة أبناء الولاية. وسعيا إلى إيجاد حل عاجل للمشكلة، بذلت السلطات المعنية قصارى جهدها من اجل إيقاف زحف القمامات التي أصبح التحكم فيها أمرا صعبا أمام جملة العقبات التي تقف دون حل المشكلة، حيث هناك تأخر في إنجاز المفرغات العمومية ومراكز ردم النفايات المنزلية، مما زاد من تدهور أوضاع البيئة، وحسب مصدر مسؤول بقطاع البيئة، فإن السبب الرئيسي في تدهور المحيط راجع إلى غياب الوعي لدى المواطنين الذي لا يحترمون الطبيعة من خلال رميهم للنفايات من جهة، كما أنهم يعارضون انجاز مشاريع مثل مراكز الردم ومفارغ عمومية تخضع للمراقبة بالقرب من قراهم، باعتبارها حسبهم تسبب مشاكل صحية وبيئية. موضحا أن مثل هذه المشاريع من شأنها أن تضع حدا لظاهرة أسالت الكثير من الحبر. وبالرغم من العقبات التي تواجه المديرية، إلا أن ذلك لم يقلل من عزمها على مواصلة العمل وبذل مجهودات من اجل الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث، حيث برمجت أشغال انجاز مشاريع عديدة موزعة على مختلف بلديات الولاية، منها مشروع انجاز مركز ردم النفايات يجمع عدة بلديات على مستوى ايلولة اومالو، إضافة إلى أشغال انجاز 11 مفرغة، حيث تم إيداع طلب برمجة هذه المشاريع لدى وزارة المالية، باعتبار الممولة لها. وحسب ما أكده مسؤولو البيئة، فإن عدد المفارغ التي سيتم انجازها يتوقف على موقف ورد الوزارة.. فيما تجري حاليا أشغال انجاز مفرغة ببني عيسي التابعة لدائرة بني دوالة وأخرى ببلدية بني زمنزار، كما سجل مشرع آخر بأيت محمود في طور الإنجاز. هذا، مع الإشارة إلى استغلال الولاية ثلاثة مراكز لردم النفايات المنزلية الموجودة بكل من وادي فالي، واسيف وذراع الميزان، حيث ساهمت هذه المشاريع في امتصاص الظاهرة.