تكرار محاولات إقحام الجزائر في الأزمة الليبية دليل على صحة الموقف الجزائري ويؤكد أن الجزائر في الطريق الصحيح بشأن تعاملها مع الأزمات والنزاعات الداخلية. فبعد كل ما كذبته الأيام بشأن مزاعم متمردي ليبيا، هاهي الإشاعة تعود مجددا زاعمة أن العقيد القذافي يوجد في الجزائر كلاجئ، لكن سرعان ما نقلت القنوات الفضائية صورا للقذافي وهو في قلب طرابلس يلعب الشرطنج، لتذوب الإشاعة كما يذوب السكر في الماء الساخن. الجزائر ليست دولة تباع وتشترى حسب الأهواء، ومواقفها ثابتة وذلك ما جلب لها احترام الدول والشعوب التي تقدر هذه المواقف والمبادئ من جهة ومن جهة أخرى أصبحت عرضة لاتهامات مجانية من بعض الذين خيل لهم أن المبادئ تباع في سوق النخاسة وتشترى بأبخس الأثمان حتى على حساب الكرامة. موقف الجزائر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير موقف ثابت لا تغيره إشاعات أعدائها والمتربصين بها، لأن ما يجري في ليبيا هو نزاع داخلي أذكته أطراف خارجية تبحث اليوم بعد أن فشلت في تسوية الأزمة عسكريا، عن دعم المجتمع الدولي وفي مقدمتها دول الجوار لإيجاد مخرج مشرف من المأزق.