أبرز السيد ويليام جوردن، القائم بالاعمال بالسفارة الامريكية، الاهمية التاريخية التي تربط بلاده بالجزائر، حيث أشار الى أن الجزائريين على غرار الأمريكيين يثمنون الحرية، الوفاء والإنسانية، كما أكد أن التحاقه بالسلك الدبلوماسي كان بفضل ما تعلمه في الجزائر وما عاشه فيها. وأعطى ممثل الدبلوماسية الامريكية في كلمة القاها أول أمس بمقر السفارة بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال235 لاستقلال الولاياتالمتحدةالامريكية نماذج عن المواقف السمحة للجزائريين مثلما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أشار إلى أن الفاشيين حاولوا تجريد اليهود في الجزائر من ممتلكاتهم وحقوقهم وعرضُوا على المسلمين الجزائريين مكافآت مُغرية في حال مساعدتهم. غير أن الشيخ الطيب العقبي -يضيف المتحدث- ''الذي كان يتبنى نفس أفكار ومبادئ العلامة عبد الحميد بن باديس، حشد الملأ للدفاع عن جيرانهم اليهود الذين كانوا يواجهون خطرا شخصيا هائلا وأصدر الأئمة في جميع أنحاء البلاد فتاوى ضد الاغتناء على حساب معاناة الآخرين''، مشيرا الى أنه ''على الرغم من فقرهم المدقع، رفض المسلمون الجزائريون قبول العرض حيث واجه البسطاء منهم خطرا كبيرا في سبيل الدفاع عن شرف الإنسانية''. وأبرز السيد جوردن، الدور الذي كانت تلعبه الجزائر في عام ,1974 حيث كانت نموذجا على مستوى الأممالمتحدة وكان السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا الى أن هذه التجربة بلورت وجهة نظره حول الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في منطقتها المباشرة في القارة الافريقية وحتى في بقية العالم، مضيفا ''لقد كانت الجزائر مصدر إلهام لي أن أصبح دبلوماسيا''. وعرج السيد جوردن على فترة ما قبل استقلال الجزائر ودعم الامريكيين من أجل استقلالها، حيث استشهد في هذا الصدد بموقف السيناتور جون كينيدي، الذي صرح بجرأة في مجلس الشيوخ أن: ''الإمبريالية عدوة للحرية''، كما عَرض مشروع قرارٍ لدعم استقلال الجزائر، مؤكدا أن كلمات كينيدي صدمت النظام القائم في جميع أنحاء العالم آنذاك، غير أنه بعد خمس سنوات ''تحققت قناعة السيناتور بخروج الجزائر من الحرب قويةً ومستقلةً''. وأشار الى أنه في 3 جويلية 1962 -أي قبل 49 عاما بالضبط- شدد الرئيس كينيدي بفخر على أهمية توطيد ''أواصر الصداقة الأمريكية مع حكومة وشعب الجزائر'' وعلى التزام البلدين للعمل معا لتحقيق ''الحرية، السلام والرفاه''. وذكر القائم بالاعمال بالسفارة الامريكية بالمواقف المتضامنة التي ميزت سياسة البلدين في أحلك الظروف، كما جرى خلال زلزال 1980 بالشلف (الأصنام سابقا)، عندما قدمت بلاده مساعدات انسانية لضحايا هذه الكارثة الطبيعية، بالاضافة إلى دور الجزائر في تحرير الرهائن الامريكيين المختطفين في إيران. وقال السيد جوردن، إن الخلافات القديمة أصبحت من الماضي، وقد ''تجاوزناها بالتزامنا المشترك بمواجهة التعصب وبمواجهة أولئك الذين يستعملون سياسة التخويف والترهيب لفرض أساليبهم على العالم''. للاشارة، فقد حضر حفل ذكرى استقلال الولاياتالمتحدةالامريكية وزير المالية، السيد كريم جودي ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، السيد محمد بن مرادي، الى جانب ممثلي أعضاء السلك الدبلوماسي بالجزائر وشخصيات سياسية.