تنفرد "الوطني " بنشر تقرير سري صادر عن السفارة الأمريكيةبالجزائر تحت رقم 001077 بتاريخ 6 ديسمبر2009 يتعلق بفحوى اللقاء الذي جرى بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تنفرد "الوطني " بنشر تقرير سري صادر عن السفارة الأمريكيةبالجزائر تحت رقم 001077 بتاريخ 6 ديسمبر2009 يتعلق بفحوى اللقاء الذي جرى بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والقيادات العسكرية من جهة والوفد الأمريكي الذي ترأسه الجنرال ويليام وارد رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا ''أفريكوم'' في 25 نوفمبر من سنة 2009 . التقرير الذي تحصلت الوطني على نسخته الإلكترونية ضمن عدة وثائق تخص الجزائر، وجهتها السفارة الأمريكية عن طريق برقية إلكترونية لوزارة الخارجية وهي من بين البرقيات التي توجد بحوزة موقع وكيليكس. أبرز ما تطرق إليه التقرير موقف الرئيس بوتفليقة من التصعيد المصري الذي أعقب تأهيل الجزائر لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، وحسب تقرير السفارة الأمريكية فان الرئيس وصف رد الفعل المصري بالمبالغ فيه قائلا إن مصر بالغت في رد فعلها مشيرا إلى الجزائر إلتزمت الهدوء وعدم الإنسياق وراء ردود الأفعال العنيفة، برغم المطالب التي ألحت على بوتفليقة الرد بشكل علني، ويضيف التقرير أن بوتفليقة قال لضيوفه الأمريكيين، أن الجزائر وضعت في الإعتبار العلاقات التاريخية بين البلدين والمصالح المشتركة في شتى المجالات مشيرا أيضا إلى رفضه وساطة الأمين العام للجامعة العربيةعمرو موسى وقال التقرير أن بوتفليقة قال إذا كان من وساطة تقوم بها الجامعة العربية فلتكن مع الحكومة المصرية لتهدئة الرأي العام هناك. والمثير أيضا أن بوتفليقة كشف عن رسالة تهنئة حارة بحسب تقرير السفارة الأمريكية، بعث بها الملك محمد السادس بمناسبة فوز الجزائر على مصر، وهنا كشف الرئيس لضيوفه عن قرار إتخذه بعدم نشر تلك الرسالة حفاظا على العلاقات بين المغرب ومصر، لأن الأجواء كانت مشحونة وقتها والأمة العربية ليست بحاجة إلى المزيد من الخلافات. ذكر التقرير الذي صنفه القائم بالأعمال وليام جوردن من السفارة الأمريكية أن المحادثات التي جرت بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والجنرال وليام وارد تواصلت على مدار ساعتين، بحضور قيادات الجيش الوطني الشعبي، وتطرق إلى رؤية الرئيس بوتفليقة للعلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث عنون كاتب التقرير فصلا بما يلي: بوتفليقة: نريد علاقات إستراتيجية، حيث قال إن الجزائر تريد أن تكون شريكا استراتيجيا، متطرقا لمجالات التدريب التعاون التقني لمكافحة الإرهاب بين الطرفين، متطرقا إلى الشروط والإعتبارات التي توضع حفاظا على السيادة الوطنية . بوتفليقة دافع عن الجيش الوطني الشعبي، وقال للجنرال وليام وارد : الجيش تدخل سنة 1990 لإنقاذ البلاد، وأنه قرر منذ سنة 2004 أن لا شرعية تاريخية سوى الشرعية الدستورية، ومن أراد الترشح للرئاسة فليتقدم حتى لو كان جنرالا. مشيرا إلى إبتعاد الجيش عن التدخل في الشؤون المدنية بالبلاد. كما تطرق بوتفليقة إلى موقف الجزائر من الملف النووي الإيراني، مؤكدا على حق الإيرانيين في امتلاك الطاقة النووية في خدمة الأغراض السلمية، وهذا ما يجب ضمانه، واعتبر بوتفليقة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر قدرة وحظا على خوض مفاوضات مباشرة مع إيران بشأن هذا الملف بشكل أفضل من فرنسا أو المملكة المتحدة. وأشار التقرير إلى أن بوتفليقة تطرق إلى قضايا تخص ملف الصحراء الغربية، الذي عرف تعثرا خلال عهدتي بيل كلينتون حسب التقرير، ودفع محسوس خلال عهدة جورج بوش، مؤكدا على حق الصحراويين في تقرير المصير، كما تناول اللقاء قضايا تخص العراق وأفغانستان، والأهم في تقرير السفارة الأمريكية، وفي جزء يعتبر خلاصة لكل اللقاء، أفاد معد التقرير، أنه لمس إرادة حقيقية لدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لبناء علاقات إستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية .