كشف السفير الإيطالي بالجزائر السيد جيمباولو كانتيني في تصريح ل ''الحوار'' أن روما قد استعادت المرتبة الثانية على قائمة أهم المصدرين للجزائر، وأكد السيد كانتيني أن التعاون التجاري والعسكري لاسيما في مجال القوات البحرية سيعرف تطورا في المرحلة القادمة لاسيما بعد زيارة قائد أركان القوات البحرية الإيطالية إلى الجزائر، من جانب آخر كشف الرجل أول أمس خلال لقاء جمع ممثلين عن أرباب الأعمال الجزائريين والإيطاليين بفندق الأوراسي عن اتفاقيات جديدة بين الطرفين في مجال محاربة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. وجاء تصريح السفير الإيطالي لدى الجزائر السيد جيمباولوكانتيني ل ''الحوار'' على هامش افتتاح الأسبوع الثقافي الكوبي بفندق الأوراسي بحر هذا الأسبوع والذي حضره أغلب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. وكانت ''الحوار'' قد سألت الرجل الأول في السفارة الإيطالية حول جديد التعاون بين الجزائروروما في الآونة الأخيرة، حيث أفاد بالعديد من الفعاليات التي أشرف عليها ومن بينها الأيام الثقافية والاقتصادية الإيطالية بولاية عنابة والتي نجحت في تحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن تلك الأيام حتى وإن اكتست الطابع الثقافي فإنها سمحت بلقاء العديد من أرباب الأعمال ومن بينهم ممثلون عن غرفة تصنيع الخشب والغرفة التجارية الإيطالية- العربية. وعودة إلى زيارة قائد أركان القوات البحرية الإيطالية، أفاد الدبلوماسي الإيطالي أنها تترجم العلاقات الجيدة بين الجيش الجزائري ونظيره الإيطالي، مشيرا إلى أن إيطاليا قد دربت العديد من الضباط الجزائريين في الكليات البحرية الإيطالية منذ سنوات الستينات والسبعينات- في كلية ليفون-. وفيما يخص التعاون للقضاء على الجريمة المنظمة أكد السفير كانتيني ل ''الحوار'' أن روما منخرطة مع الجزائر على هذا الصعيد، مشيرا إلى حضور إيطاليا في قمة نوفمبر الماضي في الجزائر، كما أنه أكد التعاون في مجال محاربة الهجرة السرية والجريمة المنظمة بكل أشكالها. جدير ذكره أن السفير الإيطالي لدى الجزائر السيد جيامباولو كانتيني قد أعرب عن أن الاقتصاديين الجزائري والإيطالي متكاملين، مستعرضا في ذلك إمكانيات الشراكة التي تجمع الجزائر مع روما التي تعتبر الشريك الاقتصادي الثاني للجزائر بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث استطاعت في كثير من المرات إزاحة مكانة باريس أو تنافسها على المرتبة الثانية والثالثة عبر السنوات الأخيرة. وكان السفير كانتيني قد أدلى بهذه التصريحات بعد افتتاحه الرسمي لفعاليات الأيام الإيطالية التي احتضنتها جامعة السانية بوهران. وأكد سفير إيطاليا لدى الجزائر إرادة بلاده في ''تكثيف التبادلات التجارية معربا عن ارتياحه للتبادلات الجارية بين المؤسسات الإيطالية ونظيراتها الجزائرية منها تلك التابعة للقطاع العمومي بغية الوصول إلى ''ترقية التحول التكنولوجي والمعرفي''. وقد جرت الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة بحضور والي ولاية وهران والمدير العام للبحث العلمي والتنمية التكنولوجية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكذا رئيس الندوة الجهوية لجامعات الغرب الجزائري. وبعد أن أشار إلى الأهمية التي تكتسيها هذه التظاهرة دعا الوالي إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين المؤسسات الإيطالية والجزائرية، معتبرا أن الفرص الكفيلة بتوسيع التعاون متعددة. كما أضاف نفس المسؤول أن التعاون الجزائري الإيطالي يمكن أن يساهم في تجسيد الأهداف المسطرة في مختلف الميادين منها تلك المتعلقة بالبناءات القديمة والحفاظ على المعالم الثقافية. وتم أيضا التطرق إلى الجانب الثقافي والجامعي من طرف المشاركين الذين أكدوا على ضرورة تعزيز روابط التعاون بين جامعة وهران والمؤسسات التعليمية الإيطالية. وأوضح عميد الجامعة من جهته بأن التعاون يمتد إلى مجالات هامة كترجمة الأعمال الجديدة التي تعكس الصورة الحقيقية للجزائر والعالم العربي، مذكرا أن الجامعة قد أنشأت مؤخرا جناحا مخصصا للأعمال الإيطالية على مستوى المكتبة المركزية. كما تم أيضا خلال هذه المراسم التنويه بتاريخ العلاقات الجزائرية-الإيطالية من خلال محاضرة ألقاها الأستاذ بوعلام بلقاسمي الذي تحدث عن تاريخ مشترك لأحداث الحرب والسلم وتداخل التجارب والتأثيرات وكذا الموروث العمراني. وقد أشار الأستاذ بلقاسمي في هذا السياق إلى أسماء شخصيات معروفة لهذا التاريخ المشترك على غرار القديس أوغستين وأبيلي وسيزاري وابن باشي وهو عالم مشهور في الرياضيات من مدينة بيز وعاش ببجاية، بالإضافة إلى أنريكو ماتيي المعروف بمواقفه لصالح القضية الجزائرية في كفاحها المسلح من أجل استرجاع استقلالها، فضلا عن شهادات أخرى التي لا يمكن على حد تعبير المتدخل إلا أن ''تؤكد على تدعيم الروابط التي يعود تاريخها إلى زمن بعيد''. وللإشارة تضمن برنامج الأيام الإيطالية لقاء عقد بمقر الولاية بحضور مدراء الأشغال العمومية والري وممثلي المؤسسات الإيطالية تمحور حول ''فرص المشاركة في المشاريع المهيكلة بالمنطقة''.