يقال إن الغناء المحترم يجب أن يخرج إلى رحاب الفن بمنهجه وتصوره ورسالته فيتناغم مع حاجيات العصر، هذا شأن متفق عليه والفنان القدير صاحب الهدف السديد هو القادر على إثبات عبقريته وقدرته على التمييز والعطاء. من هذا المنطلق ارتأينا محاورة كادير الجابوني بفندق شيليا وهو يتأهب لتنشيط السهرة الثانية كضيف لمهرجان تيمقاد هذه السنة وفتح صدره للقراء فحاورناه في العديد من القضايا المتعلقة بعالم الفن ودور المهرجان في تطويره. المساء: عدتم مجددا لتنشيط السهرة الثانية في هذه الطبعة ما هو إحساسكم خصوصا وأن المهرجان تتزامن فعالياته مع عيدي الاستقلال والشباب؟ الجابوني: إن مهرجان تيمقاد بالنسبة لي أصبح محطة فنية أنتظرها سنويا فهو يعد مرحلة مهمة في حياة الفنان، أحس بسعادة لا توصف وأنا ضيفكم لرابع مرة لتنشيط السهرة الثانية حاملا معي رسالة للشباب وجمهوري الخاص الذي ألفته بتيمقاد وتربطني به علاقة حميمية سأعمل وأنا متواجد بباتنة على إسعاده بمناسبة عيد الاستقلال وأشاركه فرحته. - وفي اعتقادكم هل يكفي تقديم أغان قديمة من طرف المطربين والفنانين المدعوين خصوصا وأن الجمهور دائما في تواصل مع الفن ويطلب الجديد؟ * هو في حقيقة الأمر مطلب مشروع وأنا أكن كل احترام لجمهوري حضرت ما يلبي ذوقه من البومي الجديد ''ناساني'' الذي يعد امتدادا لسابقه بالإَضافة للأغاني القديمة. ولقد استعنت في هذا الجديد بالموسيقى الخليجية ويضم هذا العمل 12 أغنية. - بماذا تفسر نجاح الراي وبروز الموجة الجديدة في الغناء التي تعرف بما يسمى بالأغنية الشبابية التي تزداد انتشارا ألا يكون لذلك تأثير على لون الراي مستقبلا؟ * الراي كلون جزائري له رواده وخصوصياته يعتمد على الموسيقى الخفيفة فهو يعاصر التطور الحاصل في المجال الفني وبخصوص الظاهرة الجديدة في الغناء فهي أصبحت واقعا معاشا وتمثل تعبيرا عن حاجات تخالج الشباب الذي يعيش مشاكل اجتماعية. - هل الموسيقى الإلكترونية نعمة أم نقمة على الفن الجزائري؟ * بالطبع ستفقد الفن الجزائري ميزاته وخصوصياته لكن الذين يراهنون عليه يسعون لتحقيق أهداف تجارية بالاعتماد على موسيقى غير مكلفة ولا تعكس حقيقة المجهود الذي يبذله الفنان لكن هذه الظاهرة موجودة ويجب التكيف معها والتحكم فيها خصوصا مع تفرع عن الراي من ''ارنبي'' وموسيقى الهيب هوب. - هل يؤدي في اعتقادكم الإعلام الجزائري دوره في خدمة الفن؟ * أنا لا أشك في ذلك ومن هنا أثمن ما يقوم به الإعلام الجزائري في تطوير وترويج الفن الجزائري الإعلامي شأنه شأن الفنان وكلاهما يحمل رسالة. - هل تعتقدون بضرورة وجود تنظيم يحمي الفنان؟ * أكيد، وليس فقط تنظيم لأن الفنان في حاجة إلى قانون أساسي يحمي مساره الفني ويؤمن له المستقبل، مشاكل الفنانين كثيرة منها ما له علاقة بالسرقة الفنية التي أصبحت ظاهرة مقلقة على حساب جهود الفنان الذي تسرق منها الأحاسيس التي يتغنى بها، وهنا يكمن دور الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف الذي يواجه مشاكل السرقة الفنية والقرصنة وغيرها من الأمور التي لا تخدم الفن لكن ذلك لن يؤثر على مستقبل الفنان الذي هو في تواصل ونضال مستمرين. - كلمة أخيرة تختمون بها وإن تعلق بجمهور ثاموقادي فلا مانع؟ * بادئ ذي بدء أود أن أشكر الجريدة التي أتاحت لي هذا الحيز وأتمنى لها الدوام والاستمرارية في تأدية رسالتها في خدمة الفن والفنانين، وبخصوص جمهور تيمقاد فلا يسعني إلا أن أحييه فعلاقتي به متينة وهو من الفاعليات التي يتوقف عليها سر نجاح الفنان، أمنيتي أن أكون ضيف المهرجان كل سنة.