الصراع العربي- الإسرائيلي ليس مجرد صراع بين الدولة العبرية والفلسطينيين المغتصبة أرضهم ولا مجرد صراع بين الاحتلال الإسرائيلي والأمة العربية التي غرس في قلبها، إنه صراع الغرب المتصهين مع الشرق العربي المسلم بشهادة المفكرين والسياسيين والعسكريين والمدنيين ورجال الدين الذين اصطنعوا هذا الكيان وغرسوه في قلب الأمة العربية وأعطوه القوة ومازالوا إلى اليوم يُغلبونه على الدول العربية مجتمعة· فقيام الدولة اليهودية في فلسطين كل فلسطين، عقيدة دينية عند المسيحية الصهيونية لا يمكن لأي كان في الغرب المسيحي أن يحيد عنها أو يتهاون في دعمها والتمكين لها وإلاّ عد مارقا، داعما لمعسكر الشر الذي لا يريد الخير للدولة العبرية· هذه كانت دائما مواقف زعماء الغرب وستكون كذلك في المستقبل القريب والبعيد مادام الأمر يتعلق بنبوءة عودة المسيح (عليه السلام) وشرطها تجمع اليهود في فلسطين· ومهما كانت المواقف من هذه القناعة عند العرب أو عند الفلسطينيين سواء بصدقها أو بعدم صدقها فإنها عند الغرب وبالتحديد عند الأمريكيين، فكرة صحيحة بالمنطق البرغماتي مادامت تعطي نتائج على الأرض، فدولة الكيان المغتصب تتوسع جغرافيا وتزداد قوة وتتفوق ديمغرافيا وتلك نتائج كافية للإستمرار في دعم هذا الكيان حتى تحقيق النبوءة· ويبدو أن الذي يُلجم هذا الكيان ويوقف توسعه الاستيطاني هو أن يُجابه بالتمسك بالأرض كل الأرض وتضييق هامش المناورة على الكيان الصهيوني بدل الاستمرار في تقديم التنازلات تلو التنازلات التي لا يقابلها إلاّ التعنت وطلب المزيد من طرف إدارات الاحتلال المتعاقبة التي يتنكر لاحقها لكل اتفاقاتها سابقها في حين يطالب العرب بالايفاء بالتزاماتها حتى تلك التي عفى عنها الدهر··!