سبحان من بيده القلوب يهديها، سبحان مسوي النفوس ومبرّيها، سبحان مضيء البصائر ومنجيها، تعود إليه النفوس الحائرة، والقلوب البائرة، فيلهم النفوس التقوى والقلوب الهداية، وهو الشاب الذي غير بوصلة قلبه إلى التعلق بمحبة الله ورسوله، الشاب جلول والمنشد الذي ملأ صوته قاعة ''الأطلس'' مع زهير فارس في سهرة رمضانية ليلة الجمعة إلى السبت بالمدائح الدينية والموشحات بأصوات عذبة ندية وقلوب راجية زكية فتجاوب معهما الجمهور الحاضر رغم قلته وهلل وصلى وكبر، فكان الليل تهليلا والذكر جميلا وجلول وفارس نغمين تصاعدا باسم الله. رمضان كما عودنا عليه الديوان الوطني للثقافة والإعلام لا يمر دون حضور الإنشاد الديني، وهاهي ''الأطلس'' في ديكور رمضاني رائع، ليل تزينه نجوم متناثرة وهلال وأقواس مسجد وقباب تستقبل الشاب العائد بقلبه إلى رضاء ربه، الشاب جلول الذي أحيا سهرة مديحية مع فرقة ''العروة الوثقى'' بدأها بمديح : ''رمضان جانا كل عام يعاود يجينا، رمضان راه جانا نصوموا، ونصلوا، ونصدقوا، ونصلوا على نبينا، رمضان المغفرة والغفران رمضان شهر الرحمة والرحمان''... ثم أنشد الشاب جلول: ''يا ربي يا كريم يا الله يا ربي الطف بي هم الدنيا مر اصعيب''... كما هلل وكبر مع فرقته من خلال مديح : '' الله.. الله ما شاء الله.. جاني مكتوبي بفضل الله''... وهي أغنية للفرح والأعراس وأنشد الشاب جلول نشيد : '' الله.. الله.. معظم كلمة بسم الله محمد رسول الله الاسلام منور بضياه''... وأنشد أيضا: ''يا خير خلق الله يا محبوب''... ومديح ''ما كاين غير الله الله الله قلبي مولع بالحبيب سيدي رسول الله''... وأنهى الشاب جلول وفرقته السهرة بقصيد ''البردة ''صلي يا ربي وسلم على النبي خير البرية''... أما فارس الإنشاد الديني زهير فارس مع فرقته، فقد أبدع وتجاوب معه الجمهور الحاضر من خلال موشحات عربية وجزائرية بدأها بابتهال : '' مولاي أنت الواحد الفرد الذي بهر الوجود صفاته وهداه من كان يعرف أنك الحق الذي بهر العقول فحسبه وكفاه وإذا أردت بأن تفوز وترتقي درج العلا وتنهل منه رضاه أدم الصلاة على محمد الذي لولاه ما فتح المكبر فاه''... كما أنشد بلبل الجزائر على غصن ''الأطلس'' الرطيب، النشيد الإسلامي الخالد ''طلع البدر علينا'' وأنشد نشيد ''الحمد لله'' وقصيد ''للعاشقين لواعج لم يشفها إلا الصلاة على الحبيب محمد''... وأنشد أيضا نشيد: ''ربي أنت الأوحد... في الكون حين تعبد لك الجباه تسجد.. وما سواك يحمد'' وهكذا استمر الإنشاد الديني بقاعة ''الأطلس'' إلى ساعة متأخرة من ليل السبت، تجاوب الجمهور الحاضر مع هذه المدائح، مرددا مع الشاب جلول وزهير فارس تلك الأناشيد والقصائد الرائعة، مصلين على رسول الله صلى الله عليه وسلم.