شهدت قاعة الأطلس بالعاصمة، ليلة أول أمس، تجاوبا كبيرا من قبل العائلات العاصمية التي حضرت السهرة الثامنة من ليالي ”التراث والمديح” بحضور كل من المنشد الجزائري، زهير فارس والمنشد العراقي، محمد العزاوي، اللذين أطلقا العنان لصوتيهما لمناجاة الرحمن ومدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، مرورا بإيقاع زاوج بين التراثين الجزائري والعراقي وسط تصفيقات وزغاريد العائلات التي امتدت إلى غاية الواحدة صباحا من يوم أمس. الوصلة الأولى من هذه الليلة المباركة، عرفت تألق المنشد الجزائري زهير فارس، نجم مسابقة منشد الشارقة في طبعتها الرابعة، في أول لقاء يجمعه بالجمهور العاصمي بهذه القاعة، حيث قدم على مدار ساعة من الزمن، باقة متنوعة من المدائح النبوية الشريفة والأناشيد الدينية. فمن ”طلع البدر علينا”، إلى ابتهال ”الحمد لله”، وصولا إلى أنشودة ”يا من يحن إليه فؤادي”، حيث تفاعل الحاضرون مع هذا الصوت الشجي الذي قدم لهم في ختام وصلته هذه أغنية من التراث الجزائري ولعملاق الأغنية الجزائرية، رابح درياسة ”يحياو أولاد بلادي”، في حين يكون جمهور العاصمة قد أكد سهرة بعد أخرى أنه يتذوق الإنشاد والمديح الديني ويحفظه عن ظهر القلب. أما الوصلة الثانية، فقد كانت السهرة الأروع في تاريخ هذه السهرات المباركة، حيث قدم المنشد والإمام، محمد العزاوي، على مدار ساعة ونصف باقة من أجمل الأناشيد والمدائح الدينية التي قدمها في مسيرته الطويلة في عالم الإنشاد والإمامة، وبصوته الشجي ونبرة صوتية عالية، حلّق العزاوي في سماء الجزائر التي يزورها لثاني مرة، ورغم التعب والإرهاق الذي نال منه قبل يوم من هذا الحفل، بعد إحيائه لحفل ناجح بمدينة سيدي بلعباس، إلا أنه قدم للحضور الذين أسرهم بصوته وحبه للجزائر وهو ما تجلى في أنشودة افتتح بها وصلته الإنشادية هذه، جعلت الجميع يصفق له بحرارة، ويستمتع بكل الباقات التي قدمها على غرار أنشودة ”أنا لها..أنا لها..من غير أحمد قالها”، ”خير العباد”، ”رباه”، ”لبيك”، رب الأنام”، ”مع الله”، كما لم يبخل على الجمهور العاصمي بجديده الإنشادي الذي سيصدر بعد شهر رمضان الكريم، حيث قدم للحضور باقة متنوعة من أناشيده الجديدة التي سيحتويها الألبوم. أما ختام هذه السهرة، فقد كانت بثنائية وقعها المنشدان زهير فارس ومحمد العزاوي، حيث نشدا ”طلع البدر علينا”، وسط تفاعل الجمهور الذي طلب تكرير هذه الوصلة مرارا وتكرارا. يذكر أن الحفل يندرج ضمن فعاليات ”ليالي التراث والمديح”، المسطرة من مؤسسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، والتي ستتواصل على مدار شهر رمضان وبالتحديد إلى غاية السادس من الشهر الداخل، بمعدل أربع ليال في الأسبوع، ومن المقرر أن يتناوب على ركح الأطلس كل من ”فرقة العنابل”، القادمة من ولاية ورقلة، ”فرقة أمسيلان طاسيلي”، القادمة من جنات، المنشد الأردني أيمن الحلاق، ”فرقة الأقصى” الناشطة بالعاصمة، المنشد الكويتي أحمد الهاجري، المنشد الجزائري نجيب عيّاش وغيرهم من المنشدين الجزائريين والعرب.