بعد ساعات فقط، من إعلانه عن رغبته في الاستثمار في الشركة الرياضية والتجارية لمولودية وهران، قرر بلحاج أحمد الملقب ب''بابا'' الانسحاب بعدما كان اتفق على كل شيء في هذا الشأن مع رئيس مجلس الإدارة العربي عبد الإله، وشرع في مساعدته من خلال تبنيه دفع مستحقات بعض اللاعبين الجدد المنتدبين كلغزال والمدرب حاج منصور، والسبب حسب ''بابا'' نفسه، هو أنه تلقى وابلا من الشتائم والتهديدات عبر هاتفه الخلوي من بعض الأطراف كما قال - التي رفضت جملة وتفصيلا انضمامه إلى الشركة، وطالبته صراحة بالتوقف عن مساعدة الفريق، بل ووصل الأمر إلى تنقل عضو من هذه المعارضة إلى مركب مزغنة ليسمع مالكه ''بابا'' ما لا يرضيه ولا تطيق الآذان سماعه. ''بابا'': جئت مساعدا فكوفئت سبابا وفي تعليقه على ما بدر من المعارضة تجاه شخصه، قال ''بابا'' بأنه كان يعرف أن محيط المولودية متعفن، لكن ليس إلى هذه الدرجة التي يرفض فيها من يدعون حب ومصلحة المولودية مساعدتها وهي تهوي إلى المجهول. مؤكدا أنه سيكشف عن أسماء ''الخلاطين'' الذين وسخوا اسم مولودية وهران، والذين لا يهمهم فيها سوى تحقيق مآربهم الشخصية. وأضاف بنبرة حزينة : ''جئت مساعدا للفريق الذي أحبه كثيرا منذ صغري، ودفعتني الغيرة على اسمه، لكنني قوبلت وكوفئت بالسب، وكان على هؤلاء أن يشكروني ويفرحوا لأنني غامرت بأموالي لمساعدة المولودية في محنتها وأزمتها، لكن ما بدر من هؤلاء جعلني أفكر مليا في الانسحاب، لأنني لا أستطيع العمل في محيط جد متعفن، ومع أشخاص لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية فقط''. ''الحمراوة'' على كف عفريت خبر انسحاب ''بابا'' وعدوله عن الانضمام إلى الشركة، وقع كالصاعقة على بعض محبي المولودية الذين كانوا تنفسوا الصعداء لما سمعوا باستعداده لمساعدة فريقهم، ومن ثم قرر هؤلاء حشد أنفسهم وأصواتهم لمناصرة ''بابا'' والضغط عليه حتى يعدل عن قراره، والخشية كل الخشية الآن هي في انفلات الأمور وتصادم التكتلين، الحليفة لجباري والمناصرة ل ''بابا''، وهذا ما لا يبغيه الشارع الرياضي الوهراني، ومعه السلطات المحلية. ''بابا'' ضحية تصريحاته وحسب المتتبعين للشأن الحمراوي، فإن ''بابا'' راح ضحية تصريحاته التي كان أطلقها وهو يستعد للدخول مستثمرا في الشركة، والتي ركز فيها على ضرورة تنقية محيط المولودية، وأنه يريد أن يكون صاحب القرار الأول والأخير في شؤون الفريق، وأنه يريد العمل بمفرده، وأن زمن ''السوسيال'' في المولودية سيكون من الماضي، وهذه النقطة الأخيرة بالذات هي التي فتحت الباب للهجوم على شخصه، ممن تعودوا على أجر شهرية في المولودية دون عمل وما أكثرهم يؤكد نفس المتتبعين - وكانت نهاية ''بابا'' القصيرة، ودليلا على نقص خبرته في التعامل مع دواخل محيط ''الحمراوة''. جناح جباري له دور كذلك هذا المستجد بشأن رئيس شباب عين الترك، يدفع إلى التساؤل إن لم يذهب كذلك ضحية عدم دراسته جيدا لخطواته، أو تجاهل ذلك في ظل الاستماتة التي يبديها مناصرو الرئيس السابق للمولودية الوهرانية يوسف جباري، والذين لم ييأسوا في طرق كل الأبواب حتى يهيئوا الأرضية لمرشحهم المفضل، ووصل بهم إلى حد الضغط على مديرية الشباب والرياضة حتى تتراجع عن قراراها برفض ملف جباري لعدم استيفائه الشروط المطلوبة، وكل شيئ سيعرف في الأيام القليلة القادمة التي تنبئ بصعوبتها على ''الحمراوة'' وفريقهم. اللاعبون المقاطعون يلتحقون تباعا بالتدريبات في سياق آخر، بدأت الأمور تعود إلى نصابها بعد توالي انضمام اللاعبين المقاطعين إلى التدريبات، التي أضحت تجري بتعداد شبه كامل في ملعب بلدية الكرمة، في انتظار التحاق كل من سباح، بن عطية، بوسعادة، بلايلي وعواج، الذين لا يزالون في خلاف مع الإدارة حول مستحقاتهم المالية وأجورهم الشهرية التي يطالبون برفعها.