أقرت إسرائيل، أمس، بناء 277 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية في قرار أقل ما يقال عنه انه استفزازي في وقت يسعى فيه الفلسطينيون إلى افتكاك اعتراف دولي بدولتهم المستقلة عبر منظمة الأممالمتحدة. وجاء بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس ان ''وزير الدفاع ايهود باراك صادق الأسبوع الماضي على مشروع بناء 277 وحدة سكنية'' بمستوطنة أريال شمال الضفة الغربية والتي يقطنها 18 ألف مستوطن يهودي معظمهم جاؤوا ضمن موجات الهجرة التي نظمتها المنظمات الصهيونية من دولة الاتحاد السوفياتي السابق. وكشفت تقارير إعلامية أن هذه المصادقة صدرت نهاية الأسبوع الماضي وتتضمن بناء 100 شقة سكنية لعائلات المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنة ''نتساريم'' في قطاع غزة اثر انسحاب الجيش الإسرائيلي عام .2005 ويأتي الإعلان عن هذا المشروع أسبوعا فقط منذ إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن بناء 1600 وحدة استيطانية في حي استيطاني بالقدسالشرقية التي من المفروض ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. يذكر أن سلطات الاحتلال صادقت منذ بداية هذا الشهر على بناء أكثر من 2500 وحدة سكنية في المستوطنات شرقي الخط الأخضر وينتظر أن تصادق على آلاف الشقق السكنية خلال الأيام القادمة معظمها في المستوطنات الواقعة في مدينة القدسالشرقية. وهو الأمر الذي كان أثار موجة انتقادات دولية غير أن إسرائيل لم تعرها أي اهتمام بل على عكس ذلك واصلت تحديها بإعلانها في كل مرة لمزيد من المشاريع الاستيطانية. هي إذن سياسة الاستيطان التي لا تريد إسرائيل التراجع عنها حتى وان ادى ذلك إلى تأليب المجموعة الدولية ضدها بعدما انتقدت بشدة تسارع وتيرة الأنشطة الاستيطانية وأكدت بأنها تقوض كل فرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتحاول إسرائيل القضاء على أية فرصة للسلام مع الفلسطينيين وأكثر من ذلك تسعى إلى قطع الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة قائمة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأمام هذا الواقع الاستيطاني الخطير أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه يحتاج إلى دعم عربي على الصعيدين المالي والسياسي لإنجاح طلب الحصول على عضوية دولة فلسطين من الأممالمتحدة الشهر القادم. وقال إن عدم تقديم الدعم العربي المناسب في هذه المرحلة ''سيقلل من فرص النجاح'' في خيار التوجه للأمم المتحدة. وذكر أن هذه الخطوة الفلسطينية أثارت قلقا لدى إسرائيل، حيث كشف عن تعرضه ل''ضغوط وتهديدات من قبل إسرائيل وحلفائها بهدف ثنينا عن التوجه إلى الأممالمتحدة''. كما اعتبر عباس أن القوى الدولية الراعية لعملية السلام ''باتت عاجزة عن إقناع إسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات وبالكف عن سياساتها الاستيطانية والتهويدية التي تجعل من عملية السلام أمرا محفوفا بالمخاطر''. وشدد بالمقابل التأكيد على أن التوجه إلى الأممالمتحدة ليس بديلا عن المفاوضات ''فمازلنا نؤكد أن المفاوضات ستبقى خيارنا الأول للوصول إلى السلام سواء قبل سبتمبر أو بعده بل وأكثر من ذلك فنحن نعتقد أن نجاحنا في هذا المحفل الدولي سيعزز فرص الدخول في مفاوضات جادة متكافئة الواجبات تضمن الوصول إلى السلام''. وتوقفت محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في الثاني من أكتوبر الماضي بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي.