تعليمة جديدة للعاملين بامقرات الأمن الحضرية للنزول إلى الميدان أصدرت مصالح الأمن تعليمة جديدة لكافة العاملين بالمقرات الحضرية للشرطة على مستوى العاصمة سواء إطارات أو أعوان للخروج إلى الميدان لتعزيز الخطة الأمنية التي سطرتها خلال شهر رمضان المعظم وذلك على إثر التفجير الإرهابي الذي استهدف مركز الشرطة بتيزي وزو يوم الأحد الماضي والذي خلف 29 جريحا. وأفاد مصدر أمني ل''المساء'' أن التعليمة تنص أيضا على تشديد الرقابة أكثر على مستوى الأسواق التي تشهد حركية كبيرة. حيث أكد مصدر مسؤول من سوق الجملة بالكاليتوس في هذا الصدد أنه تم أمس عقد اجتماع أمني لتشديد الرقابة على الوافدين على الأسواق تجنبا لدخول المشبوهين، الذين قد يستغلون الإقبال الكبير للمواطنين عليها لاقتناء حاجياتهم خلال الشهر المعظم لتنفيذ العمليات الإجرامية. ويأتي هذا الإجراء في سياق تطبيق المخطط الأمني الذي أطلقته مصالح الأمن قبل شهر رمضان بأسبوع، من خلال إعادة توزيع الحواجز الأمنية التابعة للشرطة والدرك الوطني وزيادة عددها وذلك لتسهيل حركة سير المركبات والتقليل من حوادث المرور التي عرفت ارتفاعا محسوسا منذ بداية الصيف. وتشهد أهم النقاط والمساحات الحيوية كالأسواق منذ بداية رمضان تغطية أمنية كبيرة والتي تبرز في التواجد المكثف للأعوان بالزيين المدني والرسمي خاصة على مستوى مواقف الحافلات، محطات نقل المسافرين، محطات السكة الحديدية، المقابر، الأضرحة والمساجد. وقد أعطيت إشارة العمل بالمخطط الأمني الخاص برمضان أسبوعا قبل حلوله، حيث كانت الانطلاقة من الأسواق الشعبية العاصمية الرسمية منها والموازية بتكثيف تواجد دوريات أعوان الشرطة القضائية والأعوان بالزي المدني. ليبلغ عددهم 12 ألف يتوزعون في الشوارع الرئيسة وفي الأماكن العامة. كما تم تعزيز جميع المنافذ المؤدية من وإلى العاصمة بوحدات الأمن الوطني، وهي العملية التي تطبق أيضا في جميع أنحاء الولايات الداخلية وخصوصا في المدن الكبرى مثل عنابة وقسنطينة ووهران وغرداية وغيرها من المدن. كما تم تزويد أعوان الشرطة بمعدات لكشف وتحسس المواد المتفجرة في خطوة للحيلولة دون استغلال هذه الأماكن من قبل الجماعات الإرهابية التي عادة ما تستغل الشهر الفضيل لتنفيذ عملياتها الإجرامية. وقد لاحظ المواطنون تشديدا أكبر للإجراءات الأمنية عقب التفجير الارهابي الاخير بتيزي وزو، فرغم الاختناق الذي عادة ما تشهده بعض النقاط بسبب تكثيف الحواجز الأمنية، إلا أن ذلك أضفى عليهم الطمأنينة انطلاقا من قناعتهم بأن ذلك لا يصب إلا في إطار تأمين حياتهم وضمان الأمن. ولا تقتصر الإجراءات الأمنية على العمليات الإرهابية فحسب، بل أيضا التصدي لبؤر الإجرام وتشديد الرقابة على المجرمين المعروفين لدى مصالح الأمن للحد من انتشار الجريمة المنظمة التي كثيرا ما تنتشر خلال شهر رمضان، مع تفعيل العمل الاستعلاماتي والجواري للتقرب أكثر من المواطنين لتحديد انشغالاتهم وطمأنتهم بتوفير الأمن في كل المواقع التي يمكن أن يتنقلوا إليها.