يعيش سكان حي العرائس ببلدية ذراع السمار القصديري التابعة إداريا لدائرة المدية والذي تستقر به أكثر من 500 عائلة، وضعية سكنية صعبة منذ أزيد من 15 سنة، حيث أنهم فروا من بطش الإرهاب الذي دمر بيوتهم أثناء العشرية السوداء، مطالبين بترحيلهم إلى سكنات لائقة. وما يؤرق السكان هو الوضعية الصعبة التي يعيشونها، حيث يخيل للمرء وهو يدخل إلى الحي القصديري بأعالي عين العرايس أنه في منطقة مهجورة بعيدة عن المجمعات الحضرية، حيث يضطر إلى المرور عبر مسالك ترابية صعبة للوصول إلى مجمع من البيوت المبنية بالطوب والقصدير، تنعدم فيها كل شروط الحياة. ولا يزال أغلب سكان الحي يجلبون الماء من المناطق المجاورة على ظهور الحيوانات، في حين يلجأ البعض الآخر إلى حفر خنادق لصرف فضلاتهم التي تصب بين البيوت مكونة بركا تبقى تشكل خطرا على صحتهم مع انتشار الروائح الكريهة والحشرات، كما تعيش جل هذه العائلات حالة فقر بعدما فقدت كل ما تملكه من فلاحة تركتها يوم غادرت مناطقها الأصلية. ويقول سكان الحي الذي بلغ تعداد سكانه -حسب آخر الإحصائيات أكثر من 1000- نسمة أنهم لم يستفيدوا مطلقا من أي مشاريع فيما يخص التهيئة، على غرار باقي الأحياء الموجودة بوسط المدينة، فلا أرصفة متوفرة ولا إنارة عمومية ولا حتى مجاري مياه، بالإضافة إلى انعدام النظافة، مما ساعد على انتشار الحيوانات الضالة بكل أنواعها، والتي أصبحت هي الأخرى تشكل خطرا على حياتهم، ولذلك يناشدون السلطات المحلية بالنظر إلى وضعيتهم الحرجة، إما بترحيلهم إلى سكنات لائقة أو تسوية وضعيتهم وتهيئة الحي.