تتواصل فعاليات سهرات الشهر الفضيل بقصر الثقافة مفدي زكريا التي انطلقت مع ثاني يوم رمضاني لتكسر أجواء الرتابة وتدعو الجمهور الذي لم يتخلف عن الموعد لسهرات فنية من إمضاء أصوات جزائرية رائدة، إلى جانب عرض وبيع منتوجات الفن التقليدي التي أبدعت في صنعها الأنامل الجزائرية الغيورة على كل ما هو أبداع جزائري. كان الجمهور في السهرة الثالثة والعشرين على موعد مع التنوع الموسيقي والفني، فقد رقص طويلا ببهو القصر الذي يحتضن السهرات التي تتواصل الى ساعة متأخرة من الليل على صوت المطرب الياس القسنطيني الذي سافر بالجمهور العريض بين عوالم المالوف القسنطيني، والأغنية العصرية الراقصة وبعض الزنداني والعيساوي. كما أبدع من جهته المطرب سمير تومي في تقديم قعدة عاصمية رقصت فيها السيدات ماسكات المحارم، حيث قدم كوكتال فني ضم العديد من أغانيه من البومات مختلفة منها أغنية ''بنت الجزائر''، و''حابه نشوفك''. جناح المعرض الذي احتضن فسيفساء فنية مختلف لإبداعات جزائرية، استطاع ان يعكس الوجه الإبداعي للحرفي الجزائري، حيث ثم عرض قطع فنية كالرسم على الزجاج والزخارف، اللوحات المزينة بالورد، الكراكو ومحرمة الفتول كما هو الحال مع السيدة مسلم جوهر التي قدمت أعمالا فنية مهربة من الزمن الجميل، حيث أبحرت بالزوار في عوالم العاصمة، وإبداعات المرأة الجزائرية المكافحة بالأمس أين كانت السيدات تعكفن على الطرز والخياطة والمجبود، تقول ''أحب هذا الفن وأتمنى ان اعلمه لغيري''، عمي يوسف نمشي الذي يعتبر علامة فارقة ومدرسة في صناعة الفضة، قدم أجمل اللوحات الفنية التي تعكس جمال وجاذبية الجزائر من خلال ألوان الفضة والأعمال التي يعجز عن تنفيدها غيره والتي يسعى من خلالها للحفاظ على الإرث الثقافي الجزائري حيث قال في كلمة ل''المساء'' كل قطعة من قطع الفضة التي تتزين بها المرأة الجزائرية تحمل تاريخا ومدلولات، كما ان الألوان الوهاجة لها تعكس جمال وطني''. كما كان الجمهور في الأيام السابقة على موعد مع سهرات فنية متنوعة صدحت فيها الكثير من الأصوات الجزائرية منها كميلة نور وفرقتها الفنية، إبراهيم الحاج قاسم، موسيقى الأغنية العيساوية، ومع الجمعيات الفنية على غرار جمعية نجمة للموسيقى الأندلسية، الجمعية الثقافية الغرناطية سهرات فنية لأغنية الحوزي، وعرض فني راقص للبالي الوطني الى جانب محاضرات قيمة استفاد منها الحضور كثيرا على غرار ''مختلف الآراء والدراسات حول النبي سيدنا يوسف عليه السلام''، وسهرة أدبية امازيغية حول التراث الثقافي المزابي، وقرءات للشاعر بن محمد، وتستمر سهرات قصر الثقافة الى غاية 27 من هذا الشهر.