لكل شيء نهاية وهو ما لم تختلف عنه الأيام الثقافية الإندونيسية التي أسدل ستارها ليلة أوّل أمس، كما بدأت في قصر الثقافة إمامة بعاصمة الزيانيين وهذا في إطار «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية». وتم في اليوم الأخير لهذه التظاهرة، عرض فيلم ''آيات'' وهو الفيلم الثالث الذي برمج بهذه المناسبة بعد فيلميّ ''تسابيح الحب،واحد'' و''تسابيح الحب،ثاني''، كما اختتمت، أيضا، فعاليات معرض الفن التشكيلي ''آفاق من الأنوار'' الذي عرضت فيه خمس وعشرون لوحة من مجموعة الرواق الوطني لإندونيسيا، وهي لأكبر رسامي البلد ومن بينهم افندي الذي قد يصل سعر لوحته الواحدة إلى ملياري سنتيم جزائري، بالإضافة إلى فنانين آخرين وهم سيفول عدنان ورسلي وسوناريو وستياوان سبانا ورسلي وسريهادي سودارسونو وبوبو اسكندر وأمي دهلان وتيسنا سنجايا وزيني ويوسف فاندي جلاري ويوسف افندي وبيروس وعباس علي باشاه وامانغ رحمن جبير واحمد سدالي وامري يحي وفجر صادق وبوبو اسكندر وويدايات وزيني، كما اختتمت -أيضا- فعاليات المعارض الأخرى وهي معرض للآلات الموسيقية الإيقاعية التي تسمى ''غالان'' وتستعمل في الحفلات الدينية والأعراس ومعرض للأزياء التقليدية الخاصة بالعرسان والذي يمثل تقاليد اللباس في أكثر من منطقة بإندونسيا. أمّا عن حفل الاختتام، فقد جاء غنائيا راقصا، وفي هذا السياق قدمت المكلّفة بالأعمال بالسفارة الإندونيسية في الجزائر، السيدة ايدا سوسانتمير، كلمة عبرّت فيها عن فرحتها الكبيرة بالمشاركة في تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«، خاصة أنّ جاكرتا -أيضا- هي بدورها عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة الآسيوية لهذه السنة، مضيفة أنّ مثل هذه التظاهرة تساهم في التقريب بين الثقافات الإسلامية وتعرّفيها للعالم. وهنأت سوسانتمير، الجزائر بصفة عامة وتلمسان بصفة خاصة بجهودها لإنجاح هذه الفعاليات، مستطردة قولها إنّ إندونيسيا شاركت هذه السنة فرحة الجزائريين في كل من الحفل الشعبي لافتتاح تظاهرة تلمسان وكذا في المهرجان الدولي للرقص الذي نظم شهر جويلية الفارط علاوة على مشاركتها الأخيرة في الأيام الثقافية المخصّصة لها. وعرف حفل الاختتام تقديم لوحات غنائية وراقصة لكل من الفرقة الصوتية ''صوت العدالة'' والفرقة الراقصة ''استوديو ستة وعشرون''، وهو تقريبا نفس العرض الذي قدم في حفل الاختتام باستثناء تقديم أغنية ''قم ترى'' من التراث الجزائري، وفي هذا الصدد، قدّمت فرقة ''صوت العدالة'' العديد من الأغاني في مدح الرسول صلى اللّه عليه وسلم بداية بأغنية ''جاء الرسول'' التي أبدعت في أدائها خاصة المطرب فارس الذي أبهر الحضور بصوته القوي والعذب، كما رافقتها رقصات إيمائية من فرقة ''استوديو ستة وعشرين''، ومن ثم أعقبتها مقاطع أخرى من الأغاني مثل ''الصلاة والسلام'' و''أنقذوا مساجدنا''، أمّا فيما يخصّ الرقص، فقدمت الفرقة الراقصة رقصة ''السمنا'' والتي تعود إلى منطقة ايتشي أقصى غرب إندونيسيا وتمثل أوّل منطقة عرفت الإسلام وكذا رقصة ''الصحون'' التي تعبّر عن ضرورة التوازن بين أمور الدين والدنيا في هذه الحياة. وأضفى عزف ايدي براباندو على الناي جوا شاعريا في هذا الحفل فعزف العديد من المقطوعات من مختلف الثقافات العالمية ومن بينها معزوفة للفنان الجزائري ايدير وكذا نوتات من أغنية ''قم ترى'' من التراث الجزائري الأصيل، وصاحبه في ذلك وبحنجرته، الفنان فارس قائد فرقة ''صوت العدالة'' الذي استطاع بصوته تقليد عزف ايدي على الناي.