أبى المعرض الوطني الإندونيسي إلا أن يشارك في الأسبوع الثقافي لدولته في تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«، وهذا بخمس وعشرين لوحة لأكبر الفنانين الإندونيسيين والتي تعبر عن الفن التشكيلي الإندونيسي ذا صبغة دينية. كان الدين الإسلامي ملهما حقيقيا للكثير من الفنانين التشكيليين والدليل على ذلك اللوحات التي تعرض بقصر الإمامة بتلمسان، تحت عنوان ''آفاق من الأنوار'' إلى غاية الثاني عشر من الشهر الجاري، حيث عمد أكبر الفنانين الإندونيسيين إلى تجسيد حبهم للإسلام تشكيليا ومن بينهم بيروس، أمانغ رحمن جبير، أمري يحيى، يوسف أفندي، سيفول عدنان، بوبو اسكندر، ستياوان سبانا، سوناريو، أحمد سدالي وغيرهم. وفي هذا الصدد، كتب مدير المعرض الوطني الإندونيسي توباغوس سوكمانا في كتاب حول المعرض أن تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية« تشكل فرصة ثمينة لعرض مجموعة هامة من الأعمال الفنية لإندونيسيا، والتي تحمل في ذاتها المعاني الإسلامية للفنانين الإندونيسيين المسلمين. وأضاف أن فنانين مسلمين إندونيسيين قاموا بنقل القيم والعقيدة الإسلامية التي يعتنقونها في أعمال فنية متميزة من رسوم ورسوم خطية وصور وتماثيل منحوتة وصور فوتوغرافية وغيرها، مضيفا أنه بدأ جمع مجموعة من الأعمال الفنية التابعة للمعرض الإندونيسي منذ نهاية السبعينات، وتم تصنيفها من أجل إتمام التسجيلات المتعلقة بتطور الفن التشكيلي الحديث في إندونيسيا منذ نهاية القرن التاسع عشر، وهاهو بعضها يعرض بتلمسان بعد أن عرضت في دول مختلفة. أما رزقي أحمد زيلاني، محافظ المعرض، فقد كتب أن معرض ''آفاق من الأنوار'' يمثل نموذجا من التطورات التي يشهدها الفن التشكيلي في إندونيسيا والذي يحاول البحث عن حقائق الحياة للأمة الإسلامية في هذا البلد، مضيفا أن الفنانين المسلمين يبدعون في إطار الفن التشكيلي الحديث مستنيرين بأضواء من الدين الإسلامي، كما يظهر هؤلاء أفكارهم ومفاهيمهم لهذه المبادئ في أعمالهم الفنية تجسيدا لقوة إبداعهم من ناحية وتأكيدا لعبادتهم للخالق. وأثناء قيامنا بجولة في معرض ''آفاق من الأنوار''، وقفنا أمام بعض اللوحات الملهمة حقا ومن بينها لوحة ''دعاء'' لأمانغ رحمن جبير بتقنية الزيت على قماش القنب التي كتب فيها الآية القرآنية الكريمة ''ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار''، حيث مزج فيها بين اللونين الأزرق الغامق والأخضر فكانت حقا لوحة جميلة تدفعنا إلى ترديد هذا الدعاء والطمع في الاستجابة له. لوحة أخرى، هذه المرة للفنان أمري يحيى التي كتب فيها بخط عربي منمق وباللون الأحمر ''اللّه أكبر''، كما زين لوحته برسومات طفيفة تحيط بهذه الجملة العظيمة، أما يوسف فاندي فقد اختار النسيج على القطن لكي يعبر -أيضا- عن انتمائه لدين التوحيد فكتب ''بسم اللّه الرحمن الرحيم". وللفنان افندي -أيضا- لوحات أخرى في هذا المعرض ومن بينها لوحة ''فوهة بركان'' التي جاءت بالأسلوب التجريدي، ولوحات ''زوجات من الإوزات'' و''مينانغكباو'' و''أربع غزالات''، أما الفنان ديناميكا ساحة فقد رسم لوحة عن الفجر وسماها ''فجر صادق'' وكم هو صادق الفجر حينما يشع بأضوائه على الأرض لكي تصحو من نومها فتدب الحركة فيها ويبدأ يوم جديد بأحلام جديدة. بعيدا عن الألوان الباهية، كتب الفنان سيفول عدنان الآية الكريمة ''إنما المؤمنون الذين آمنوا باللّه ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه أولئك هم الصادقون'' بخط عربي جميل واعتمد في لوحته هذه على ألوان باهتة بينما كتب هذه الآية باللون الأسود، في حين اختار الفنان ويدايات رسم سفينة نوح التي أنقذت النبي وكل من آمنوا معه إلى بر الامان، معتمدا فيها على اللون الأخضر الغامق، أما السفينة فرسمها باللون البني ورسم فيها -أيضا- مجموعة معتبرة من الحيوانات. أما الفنان سعيد الاهرام، فقد كتب آيات من سور ة البقرة وأحاطها برسومات مضيئة تشع منها الأنوار وكأنها تنبثق من الإيمان الصادق برسالة النبي الكريم؛ بالمقابل، انتقى الفنان زيني تقنية الحبر على الورق لرسم لوحته ''جبل أخضر'' فكانت اسما على مسمى، حيث طغى عليها اللون الأخضر الزيتوني.