صدر مؤخّراً للكاتبة والروائية الهندية، أنيتا ديساي، كتاب ''فنان الاختفاء'' الذي يضمّ بين دفّتيه مجموعة قصصية تعدّ أحد أهم أعمال الكاتبة المعروفة منذ منتصف الستينيات، وتسعى الكاتبة من خلال مؤلّفها الجديد لتشخيص إشكاليات الحياة في بلادها بمقاييس إنسانية كونية، حيث الفساد والإحباط والملل الوظيفي لا يقتصر على المواطن الهندي بل يشمل الجميع. وتضمّ المجموعة القصصية لديساي ثلاث قصص طويلة جاءت عناوينها كالتالي: ''متحف الرحلات الأخيرة''، ''مترجمة مترجَمة''، والقصة التي تحمل المجموعة عنوانها ''فنان الاختفاء''، وتتنقل المؤلّفة عبر قصصها الثلاثة ما بين الموظّف الإداري الشاب الذي يهوى الكتابة ويسرد بسخط تفاصيل حياته اليومية، ويحلم بالسباحة في فضاء أرحب يضمن له حرية الإبداع. ثم تنتقل المؤلفة في قصتها الثانية إلى امرأة منعزلة تعمل بتدريس اللغة في إحدى الكليات المتواضعة الإمكانات المادية، ويكون حلمها في الحياة هو ترجمة أعمال مكتوبة بلغتها الأم الشديدة التمسك بها ليعرفها الآخرون، أمّا ''رافي'' بطل القصة الثالثة لديساي، فيلجأ لإلقاء نفسه في حضن الطبيعة بعيداً عن مظاهر الحياة العصرية. يذكر أنّ أنيتا ديساي تعد عميدة الأدب الهندي، أصدرت أولى مجموعاتها القصصية باللغة الإنجليزية في سن التاسعة، حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة دلهي سنة .1957 وتعتبر إحدى أهم كُتّاب شبه القارة الهندية الأحياء الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، ومن أعمالها ''نار فوق الجبل''، ''وضح النهار''، ''الطريق المتعرجة'' وغيرها.