حذر رئيس الوزراء الصحراوي عبد القادر طالب عمر أمس من غضب الشعب الصحراوي أمام حالة الانسداد التي وصلت إليها قضيتهم مع احتمال حدوث ما لا يحمد عقباه. وأكد عبد القادر طالب عمر في ختام الندوة الدولية الثالثة للمدن المتضامنة مع الشعب الصحراوي في إيطاليا أن ''الصحراويين خاصة الشباب منهم غاضبون اليوم بسبب حالة الانسداد التي وصلت إليها تسوية قضيتهم بسبب مماطلات وتعنت المغرب''. وأشار إلى أنه ''يجب الحذر من إمكانية تسبب هذا الوضع في حدوث ما لا تحمد عقباه والتأثير سلبا على استقرار وأمن منطقة المتوسط''. وقال إن ''المندوبين في المؤتمر المقبل لجبهة البوليزاريو قد يأخذون قرارات قاسية باستئناف الكفاح المسلح لا يريدها ولا يتمناها أحد باعتبار أن السلطات الصحراوية كانت تفضل منذ 20 سنة الوسائل السياسية لتسوية النزاع الصحراوي''. ودعا رئيس الوزراء الصحراوي ''المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأوروبي إلى التدخل والضغط على المغرب للتوصل سريعا إلى حل سياسي بالتشاور بخصوص قضية الصحراء الغربية التي تمر عبر تمتع الشعب الصحراوي بحقه في تقرير مصيره''. وفي سياق حديثه عن الندوة الثالثة للمدن المتضامنة مع الشعب الصحراوي، أكد عبد القادر طالب عمر أنها ''جد هامة من حيث عدد المنتخبين المحليين وجمعيات المجتمع المدني الذي تجاوز .''400 وأضاف أن هذا اللقاء يأتي ''في وقت يتحدث فيه الجميع عن حركات الربيع العربي في حين أن قضية الصحراء الغربية وضعت على الهامش ولهذا يعتبر انعقاد الندوة دليل على أن الشعب الصحراوي جدير بالدفاع عن مستقبله وعن حقه في تقرير مصيره. وأكد أنه ''من واجب الجميع إنقاذ السلام في الصحراء الغربية لأن الشعب الصحراوي لا يمكنه الحصول على حقوقه المعترف بها من قبل المجتمع الدولي'' مجددا دعوته للمجتمع الدولي ''للضغط على المغرب كي يمتثل للشرعية الدولية ويتم تفادي أن تشهد منطقة المغرب العربي وحوض المتوسط ضغوطات جديدة''. وأشاد طالب عمر بقرار المشاركين القاضي بمواصلة دعمهم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره خاصة من خلال إخطار الهيئات الدولية كتابيا للتوصل إلى حل عادل وفقا للوائح الأممالمتحدة. وتطرق المسؤول الصحراوي أيضا إلى النداء الذي تم إطلاقه في الندوة والقاضي باحترام حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، مذكرا بمطلب الصحراويين الرامي إلى توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. وفي سياق حديثه عن الدورة المقبلة للجنة تصفية الاستعمار بالأممالمتحدة المنتظر عقدها في بداية شهر أكتوبر المقبل أكد رئيس الوزراء الصحراوي أن الوفد الصحراوي سيعرض للنقاش هذه المطالب مع أمل الخروج من حالة الانسداد فيما يتعلق بتسوية قضية الصحراء الغربية. وتأتي تصريحات رئيس الحكومة الصحراوية في وقت أصيب فيه عشرات الصحراويين بجروح ''متفاوتة الخطورة'' في مواجهات ''عنيفة'' وقعت أول أمس بمدينة الداخلةالمحتلة بين صحراويين ومستوطنين مغاربة تدعمهم قوات من الشرطة في زي مدني. وقال شهود عيان إن المواجهات استمرت الى حدود الساعات الأولى من يوم أمس. وأوضحت وكالة الأنباء الصحراوية أنه تمت ''مشاهدة أكثر من 17 شاحنة ناقلة للجند تتجه إلى المنطقة العازلة بين حي الوكالة والداخلةالمحتلة''. وأُشير إلى أن هذه المواجهات جاءت عقب وقفة سلمية نظمت للتنديد باعتداء همجي تعرض له صحراويون بملعب الداخلةالمحتلة أين كانت تقام مباراة في كرة القدم بين فريق المدينة وفريق المحمدية المغربي.