اشترط الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر طالب عمر أمس استئناف جبهة البوليزاريو للمفاوضات المباشرة مع المغرب بتغيير المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي للصحراء الغربية السيد بيتر فان فالسوم، واعتبر استمرار هذا الأخير في الإشراف على المفاوضات عائقا في طريق إيجاد تسوية سلمية للنزاع. وأكد السيد طالب عمر لدى تنشيطه ندوة صحفية أمس بمقر اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالجزائر العاصمة أن جبهة البوليساريو لن تستجيب لدعوة عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة مع المغرب في حال الإبقاء على الدبلوماسي الهولندي، وقال "لن تكون هناك جولة خامسة، ولن يكون هناك مستقبل للمفاوضات إذا احتفظ الأمين العام الاممي السيد بان كي مون بالسيد فالسوم" كمبعوث شخصي وأضاف أن استمرار فالسوم في مهمته سيعيق المفاوضات، وانه من الصعب عقد أو تحديد تاريخ الجولة القادمة في هذه الظروف". وكانت آخر جولة من المفاوضات بين الطرفين انعقدت شهر مارس الماضي وأفضت إلى الاتفاق على عقد جولة خامسة لم يتم تحديد تاريخها. وحول ما إذا كانت جبهة البوليساريو أبلغت الأممالمتحدة بشرطها هذا لاستئناف المفاوضات، أوضح رئيس الوزراء الصحراوي انه مباشرة بعد إدلاء السيد فالسوم بتصريحاته المناقضة للشرعية الدولية "أصدرنا بيانا يندد بها وابلغنا جميع المنظمات التي نتعامل معها بموقفنا هذا" . وأكد أن الظروف الحالية التي تمر بها القضية الصحراوية لا تسمح بإجراء جولة جديدة، وانتقد بشدة التصريحات السابقة التي أدلى بها المبعوث الشخصي للأمين العام والتي أشار من خلالها إلى ما اسماه "الواقعية" التي تمر بها القضية الصحراوية ودعا جبهة البوليساريو إلى التخلي عن مطالبتها بالاستقلال، في انحياز واضح إلى طرف النزاع المملكة المغربية، وفي رد صريح اعتبر الشعب الصحراوي هذه التصريحات محاولة للمساس بحقهم في تقرير مصيرهم. وقال السيد طالب عمر الذي كان مرفوقا خلال الندوة بوزيري العدل والثقافة وقيادات في الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو أن الواقعية التي دعا إليها الدبلوماسي الهولندي هي تلك التي تريد أن تلغي حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن ثم إنهاء دور الأممالمتحدة كوسيط لحل النزاعات في العالم وفتح المجال أمام وضع يحكمه "قانون الغاب" . وفي سؤال حول تصريحات سابقة للسفير الأمريكي بالجزائر السيد روبرت فورد التي كشف من خلالها عن ضبط سلسلة لقاءات بين طرفي النزاع (جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية)، رد السيد طالب عمر بعدم علمه بمثل هذه اللقاءات وأكد أن قيادة البوليساريو لم تتلق أية معلومات في هذا الشأن، ونفى وجود أجندة خاصة بالمفاوضات. ومن جهة أخرى، جدد الوزير الأول الصحراوي دعوة الحكومة الصحراوية المجتمع الدولي للتدخل لحماية الصحراويين في الأراضي المحتلة من القمع الممارس ضدهم من طرف آلة القمع البوليسية المغربية بالمنطقة، ودعا المنظمات غير الحكومية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان بالضغط أكثر على الحكومة المغربية للكف عن سلوكاته. وعن الوضعية الإنسانية للاجئين الصحراويين بالمخيمات انتقد السيد طالب عمر تراجع برنامج الغذاء العالمي والمنظمات المعنية بملف اللاجئين بتقديم الدعم الضروري من المواد الاستهلاكية الأساسية، وأكد انه رغم اللقاءات المتكررة التي انعقدت بين الطرفين "إلا أنه لم يتم الإيفاء بالتعهدات " . وكان الوزير الأول الصحراوي قد حل قبل يومين بالجزائر على رأس وفد هام يضم رئيس المجلس الوطني الصحراوي ورئيس الوفد المفاوض مع المغرب السيد محفوظ علي بيبا ووزراء من بينهم وزيرة الثقافة السيد خديجة حمدي، إضافة إلى قيادات في الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو. ومن المنتظر أن يشارك الوفد الصحراوي خلال تواجده بالجزائر في عدة تظاهرات سياسية، حيث سيحضر اليوم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للتجمع الوطني الديمقراطي، ويعقد عدة لقاءات مع مسؤولين جزائريين في الحكومة والأحزاب السياسية. وتزامنت زيارة الوفد الصحراوي أيضا مع التحضيرات التي تقوم بها اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالتنسيق مع عدة جهات صحراوية ومن أهمها تنظيم مخيمات صيفية لفائدة أطفال صحراويين. كما سيطلع الوفد الصحراوي أيضا على التحضيرات الجارية لعقد ندوة تضامنية للشباب الإفريقي المنتظر انعقادها في الجزائر شهر نوفمبر القادم وكذا الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي المقرر عقدها شهر ديسمبر.