أكد رئيس الحكومة الصحراوي عبد القادر طالب عمر،أمس، أن المبعوث الأممي بيتر فان فالسوم أجهض إجراء الجولة الخامسة من المفاوضات بعد انحيازه الفاضح للملكة المغربية، محذرا من وقوع انفجار بالمنطقة في ظل التصعيد في الأراضي الصحراوية المحتلة، كما أوضح أن جبهة البوليساريو تعمل على تقوية جيشها لصد أي عدوان عليها في حال خرق وقف إطلاق النار من طرف المغرب. أوضح رئيس الحكومة الصحراوي في ندوة صحفية نشطها بمقر اللجنة الجزائرية الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالعاصمة عقب الاجتماع الذي ترأسه رفقة رئيس اللجنة محرز العماري وحضره رئيس الوفد الصحراوي المفاوض محفوظ علي بيبا، السفير إبراهيم غالي،المنسق مع بعثة المينورسو محمد خداد ووزير العدل والوزير المكلف بالشؤون الإفريقية محمد يسلم بيسط ووزير الثقافة خديجة حمدي أن القضية الصحراوية تمر بظروف صعبة خاصة وأن الدول الفاعلة لم تحرك ساكنا للضغط على المغرب للامتثال للشرعية الدولية وكذلك محاولة إخراج القضية من إطارها في أعقاب التصريحات التي أدلى بها المبعوث الأممي بيتر فان فالسوم الذي قال عنه إنه "لا يمكن التعامل معه مستقبلا" في إشارة منه إلى رفض أن يبقى فالسوم مشرفا على استئناف مسار المفاوضات الذي شرع فيه الطرفان المتنازعان منذ العام الفارط، مشيرا إلى عدم وجود أجندة محددة للمحادثات الثنائية. في هذا السياق، أكد عبد القادر طالب عمر أن البوليساريو تنتظر رد الأممالمتحدة بخصوص تنحية فالسوم كشرط لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة التي دعا إليها مجلس الأمن، موضحا أن مكان عقد المفاوضات بمنهاست لا يشكل مشكلا خصوصا وأنه أضاف أن الجولات السابقة عقدت في حرية تامة، معتبرا الانحياز الفاضح لفالسوم بعد وصفه "استقلال الصحراء الغربية بالخيار غير الواقعي". ودعا رئيس الحكومة الصحراوي منظمة الأممالمتحدة إلى لعب دورها القائم على تطبيق الشرعية الدولية إلى حد ذهب فيها إلى القول "إذا كانت تقوم بتشريع الاحتلال فلسنا بحاجة إليها"ورغم هذا، أكد عبد القادر طالب عمر أن الشعب الصحراوي سيواصل مسيرة كفاحه مستمدا قوته من النضال الطويل الذي خاضه الشعب الجزائري لانتزاع حريته من الاستعمار الفرنسي. وكشف رئيس الحكومة الصحراوي أن ثلثي الأراضي الصحراوية محررة بمساحة تقدر ب100 ألف متر مربع، وأكد أن قيادة البوليساريو مطالبة بتقوية الجيش لصد هجمات المغرب في حال خرق وقف إطلاق النار. واعتبر عبد القادر طالب عمر أن اللاجئين الصحراويين صامدون أمام الأوضاع المزرية التي يعيشونها بعد نفاد المخزون الاحتياطي الأغذية، وقال إن المساعدات لاتصل في وقتها المحدد، إلا أن دعم الأشقاء يخفف من حدة الأزمة، منددا باستخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغظ لتطويع الصحراويين. واستنكر رئيس الحكومة الصحراوي انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل القوات المغربية، وقال أن أسلوب الاعتقالات والخطف الدائم سيزيد من حدة التوتر، محذرا مجلس الأمن من غض طرفه على ما يحدث، مضيفا أن هذا التصعيد من قبل المغرب يهدد استقرار المنطقة، داعيا إلى ضرورة وضع الآليات اللازمة لمراقبة حماية الصحراويين. وأكد عبد القادر طالب عمر استعداد البوليساريو للعودة إلى الكفاح المسلح ومباشرة تحضيرات في هذا الجانب خاصة وأن الشباب الصحراوي أبدى تحمسه لتبني هذا الخيار خلال إحياء الذكرى ال35 للكفاح المسلح وألح على عدم تضييع الوقت في ظل انسداد الأوضاع رغم أنه قال إن "الصحراويين ليسوا دعاة حرب". على صعيد آخر، كشف رئيس الحكومة الصحراوي عن عقد ندوة دولية بالجزائر للمدن المتوأمة شهر ديسمبر المقبل وكذا ندوة للشباب الإفريقي شهر نوفمبر القادم، كما أكد عن تنظيم قافلة تضامنية تجوب كل مدن الوطن ابتداء من الشهر الداخل واستفادة مجموعة من الأطفال الصحراويين من قضاء عطلتهم الصيفية على الشواطئ الجزائرية.