وجه السفير الصحراوي بالجزائر، إبراهيم غالي، نداءا عاجلا إلى كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وكل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان من أجل التدخل العاجل لإنقاذ الصحراويين الذين يعانون من بطش المستوطنين المغاربة المدعومين بقوات الأمن والجيش المغربيين. وقال إبراهيم غالي، في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، إن مدينة الداخلة تعيش على وقع حصار عسكري تام بعدما اكتسحت قوات الأمن والجيش المغربيين بآلاتها العسكرية كل شارع وركن في المدينةالمحتلة ومنعت سكانها من التجول. وأضاف أن القوات المغربية التي تنحاز -طبعا- إلى جانب المستوطنين المغاربة على حساب السكان الصحراويين أصحاب الأرض، شنت مداهمات واسعة اعتقلت خلالها ما لا يقل عن 74 شابا صحراويا في وقت أكد فيه أن جثة الشاب الصحراوي الذي قتل في الاعتداء بقيت دون دفن وحتى أنها لم توضع في مصلحة حفظ الجثث طيلة اليومين الماضيين. وفي هذا السياق، تم عرض مجموعة من الصور الخاصة بالاعتداء المغربي البشع على أهالي مدينة الداخلة خلال تنظيمهم لوقفتهم الاحتجاجية السلمية. وكشفت الصور الانتشار المكثف لعربات الجيش المغربي وجنوده الذين طوقوا المدينة ومنعوا سكانها من النزوح إلى خارجها في محاولة لمنع تكرار إقامة مخيم اقديم إيزيك آخر. كما عاد السفير الصحراوي إلى حيثيات الاعتداء الذي تعرض له المواطنون الصحراويون العزل في مدينة الداخلةالمحتلة منذ الأحد الماضي بعدما نظموا وقفة سلمية احتجاجا على تعرض شاب صحراوي إلى الضرب المبرح على يد مستوطن مغربي بعد مباراة لكرة القدم، لتشهد الأمور بعدها تطورات سريعة وخطيرة، خاصة بعد التدخل العنيف لقوات الأمن والشرطة المغربية والتي ساعدت المستوطنين في التنكيل بالصحراويين. لكن غالي وفي رده على ما تداولته وسائل الإعلام عن مقتل شرطيين في الداخلة قال إنه لا علم له بضحايا الطرف الآخر، لكن معلومات غير مؤكدة أشارت إلى أن أحد رجال الأمن المغاربة وبينما كان يرمي بالرصاص في الهواء أصاب عددا من زملائه مما يكون قد تسبب في مقتل اثنين منهم. وهو ما جعل السفير الصحراوي يؤكد أن الوضع في المدن المحتلة بلغ درجة لا تطاق قد تقود إلى نفاد صبر الصحراويين مما يجعل كل أساليب المقاومة متاحة أمام هذا الشعب الذي يطالب باسترجاع أدنى حقوقه وعلى رأسها حقه في تقرير المصير. كما أكد أنه ومن خلال أحداث الداخلة تكون صورة النظام المغربي الاستعمارية والعنصرية البشعة قد اكتملت وذلك من خلال تأليب المستوطنين المغاربة ضد السكان الصحراويين العزل أصحاب الأرض. وفي الأخير، أكد إبراهيم غالي أنه في حال استمرار تجاهل الحقوق الشرعية للصحراويين وخاصة إذا لم تتدارك الأممالمتحدة الموقف باعتبارها المسؤولة عن إحلال الأمن والسلم العالميين فإن ذلك سيدفع بالوضع نحو الأسوء بما يهدد استقرار المنطقة ككل.