حث وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبوعبد الله غلام الله، أمس، بتلمسان، المعماريين والفنانين والعلماء والباحثين على الاستفادة من التكنولوجيا العالمية بمنشآتها وتجهيزاتها من أجل توظيفها في صياغة التراث الإسلامي. وأوضح الوزير لدى إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول ''تلمسان الإسلامية بين التراث العمراني والمعماري والميراث الفني'' أن ''التخلص من هيمنة العولمة لا يكون إلا إذا سعى المعماريون والفنانون والعلماء إلى استغلال التكنولوجيا لإعادة صياغة الحضارة العربية الإسلامية''، معربا عن أمله في أن ''تخرج مختلف الملتقيات والجامعات والمعاهد بهذه العبقرية''. كما أشار السيد أبوعبد الله إلى مبدأ الجمال الموجود بالقرآن الكريم الذي ''يحث على النظر والتأمل إلى ملكوت الخالق والتعجب من صنعه المبدع''، مؤكدا أن ''هذا التعمق في التفكير'' والإحساس بالجمال والرغبة في التفاعل مع الفن والكمال هو ''الديناميكية أو النعمة التي أسبغها الله على عبده ليجعله أقرب ما يكون من الإيمان والتعلق بالقدرة الإلهية''. وينظم هذا اللقاء على مدار ثلاثة أيام من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتعاون مع مخبر البناء الحضاري للمغرب الأوسط لجامعة الجزائر في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' وبمشاركة باحثين ومختصين في الآثار والتراث الإسلامي من الجزائر وتونس والمغرب وسوريا والعراق والسعودية ومصر. ويتناول المشاركون بالمناسبة خمسة محاور تخص ''تلمسان بين الفكر العمراني الإسلامي والتطبيق العملي الميداني'' و''التطور العمراني لتلمسان'' و''البعد الجغرافي لمدينة تلمسان'' و''المؤسسات الدينية من مساجد ومدارس وزوايا وأربطة وأضرحة'' وكذا ''المواقع الأثرية والمنشآت المدنية والعسكرية بمدينة تلمسان ونواحيها''. وقد شهدت الجلسة الأولى من هذا الملتقى الذي يحضره عدد هام من الأئمة ومشايخ الزوايا تقديم محاضرتين حول ''جمالية الزخارف النباتية في الفن الإسلامي بجامعي تلمسان الكبير وسيدي بلحسن'' للدكتور عبد العزيز لعرج من معهد الآثار بجامعة الجزائر و''رؤية جديدة عن تاريخ الزيانيين من خلال مجموعة لم يسبق نشرها من مسكوكات تلمسان'' للدكتور عاطف منصور محمد رمضان عميد كلية الآثار بجامعة الفيوم (مصر). (وأج)