اعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله لدى إشرافه على افتتاح ندوة ''الأبعاد الروحية والإنسانية للحضارة بتلمسان'' بجامعة ''أبو بكر بلقايد'' في إطار النشاطات العلمية والثقافية التي ستنظمها وزارته ضمن تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، أن هذا اللقاء يعد ''لبنة أولى لسلسلة من النشاطات العلمية والثقافية التي برمجتها الوزارة بالتنسيق مع الجامعة للمساهمة في التنشيط العلمي للتظاهرة الدولية''. وأوضح المتحدث أن هذه المساهمة تصب على نطاقين؛ الأول خاص بترميم التراث المادي من مساجد عتيقة وزوايا ومعالم دينية متنوعة لإعادة وجهها التاريخي المشرق، مع الحرص على تشييد هياكل جديدة مثل المركز الثقافي الإسلامي والمدرسة القرآنية ومركز الدراسات الإسلامية. أما النطاق الثاني فيتمثل، حسبه، في تنظيم سلسلة من اللقاءات العلمية الأكاديمية التي ''تبحث في ماضينا المجيد وتسلط الأضواء على أعلامنا وأقطابنا الذين كرسوا حياتهم في أداء الأمانة''. واعتبر الوزير أن ''عاصمة الزيانيين'' التي وقع عليها الاختيار لتكون ''عاصمة الثقافة الإسلامية''، ستستقبل وفودا أجنبية من العالم الإسلامي وغيره ليشهدوا تلمسان تنبض بالثقافة والعلم والأخلاق، وتبرز معالمها التي أنجزها الجزائريون القدامى من مرابطين وموحدين وزيانيين. وناقشت الندوة الافتتاحية ''مسألة التفاعل والتشارك الحضاري بين تلمسان بالمعنى التاريخي والجغرافي والحواضر العلمية الأخرى مثل مدن الأندلس وفاس والقيروان والقاهرة''، حيث تطرق الأساتذة المتدخلون إلى الدور الذي لعبته تلمسان كحاضرة تاريخية في الحفاظ على التراث الثقافي والديني. من ناحية أخرى، يتضمن البرنامج المسطر من طرف وزارة الشؤون الدينية لهذه التظاهرة،12 ملتقى منها ''تلمسان الإسلامية بين التراث العمراني والمعماري والميراث الفني'' و''الإسلام والعنف'' و''أثر علماء تلمسان في الحياة العلمية'' و''مناهج التعليم في تلمسان ودورها في التطور الحضاري للمغرب العربي'' و''المقاومة والحركة الوطنية بمنطقة تلمسان''، إضافة إلى ''المرأة في حاضرة تلمسان''. وفي مجال الطباعة والنشر، ستقوم الوزارة بإعداد موسوعات علمية وتحقيق بعض المخطوطات وطبع الكتب التراثية. وخلال الزيارة، تفقد وزير الشؤون الدينية بعض المشاريع والمرافق التابعة لقطاعه، منها الجامع الكبير الذي شهد أشغال هامة للترميم والتهيئة و''دار القاضي'' التي حولت إلى مجلس علمي، ومشروع المركز الإسلامي الجاري تجسيده بحي ''إمامة'' ببلدية ''منصورة''. وحسب الشروحات المقدمة، فإن هذا المرفق الذي يتم بناؤه على نمط الهندسة المعمارية العربية الإسلامية؛ سيتوفر على عدة قاعات للمحاضرات والعروض ومكتبة متخصصة وورشات للفنون الثقافية الإسلامية، إضافة إلى أجنحة للبحث والدراسات.