دعت الجزائر إلى توسيع أحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية إلى مكافحة الإرهاب محذرة من "الخطر الوشيك" المتمثل في لجوء الإرهاب إلى أسلحة الدمار الشامل·وصرّح ممثل الجزائر لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية السيد بن شعة داني يوم الإثنين أن الجزائر "تظل مقتنعة بأهمية الاتفاقية التي سيتم تطبيق عدد من أحكامها في إطار المكافحة العالمية للإرهاب"· وأدلى الدبلوماسي الجزائري بهذا التصريح خلال الندوة الثانية لبحث اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية التي تجري أشغالها بلاهاي بهولندا من 7 إلى 18أفريل· وأوضح السيد داني أمام ممثلي بلدان المنظمة الأعضاء ال 183 أن تطبيق الاتفاقية محتمل فيما يخص الوقاية وقدرة الرد على اعتداء كيماوي· وأضاف أن المجموعة الدولية "تبدو اليوم منشغلة إزاء ظاهرة الإرهاب العابر للأوطان وشبح الحرب التقليدية بسبب الخطر الذي يهددها على حد سواء" · وقال متأسفا لكن "في سياق يتميز بالتجند العام لكافة الأطراف الفاعلة للقانون الدولي تتردد منظمتنا وتتراجع في الوقت الذي كان يجب فيه إدراج هذه المسألة في جدول أعمال ندوتنا" · وقال أيضا أن "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد تحدت "اعتبارات أمنية واضحة وعاجلة" مؤكدا أنه لا ينبغي أن ننتظر وقوع "كارثة كيماوية إرهابية" لنتحرك· وأضاف متسائلا "في حالة وقوع اعتداء إرهابي كيماوي هلا تشعر منظمتنا أنها معنية أو مسؤولة لأنها لم تتحل باليقظة والحيطة أمام تهاون الدول التي تملك مخزونات أسلحة كيماوية أولا تتحكم في تسويق المواد الكيماوية وتحويلها"·وأشار الديبلوماسي الجزائري إلى أنه بالنظر إلى الإجماع الحاصل حول قضية مكافحة الإرهاب، فإن ندوة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية "قادرة على إحداث طفرة" كفيلة بتوجيه تطبيق الاتفاقية "نحو هدف على المدى القصير يتمثل في إقرار الأمن والاستقرار والسلم" · وأضاف أن "إجراءات الوقاية ينبغي أن ترافق بوسائل ملائمة قصد مواجهة الاعتداءات المحتملة أو الحوادث الكيماوية التي قد تتعرض لها دولة عضو" · وأشار إلى أن ندوة لاهاي "قد تحث على تعزيز الأدوات والإجراءات التي تسمح على وجه الخصوص للبلدان النامية بأن تتوفر على تجهيزات للحماية" · وأردف أن الجزائر التي "طالما اعتمدت على قدراتها فحسب في مكافحة الإرهاب أضحت اليوم معترفا لها بإرادتها في حشد المجتمع الدولي في هذا المقصد ولخبرتها التي تضعها من باب واجب التضامن تحت تصرف المجتمع الدولي" · كما جدد "استعداد الجزائر الدائم لتقديم مساعدتها للدول الإفريقية التي ترغب في ذلك"· واستطرد قائلا أن الجزائر التي "ساهمت بشكل فعّال" في إعداد اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية والمصادقة عليها وترقيتها وإعطائها طابعا عالميا "تلح على التأكيد من جديد على التزامها الصارم (···) ببذل كل الجهود من أجل إنجاز أهدافها كل أهدافها"· وذكر الدبلوماسي الجزائري في هذا السياق بمشاركة الجزائر في الزيارات التي تم القيام بها إلى مواقع التدمير أو التفتيش في الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية· وأشار السيد داني إلى أنه بالرغم من النجاحات التي سجلتها المنظمة لاسيما تدمير حوالي 40 بالمئة من مخزون الأسلحة الكيماوية المصرّح بها، فإن "الإنشغال" مازال قائما بسبب وجود منشآت لإنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية في 12 بلدا وبقاء 12 دولة أخرى خارج الاتفاقية· كما دعا السيد داني المشاركين في الندوة إلى "تقديم الحلول لانشغالاتنا المشروعة حول قضية حرية المبادلات الدولية للمنتجات الكيماوية بين الدول الأطراف (···) بالنظر إلى أن العراقيل التي تضعها الدول المصنعة أضحت لا تطاق ومجحفة وغير مبررة"· (لاهاي/وأج)