صرّح سفير الجزائر لدى دولة الكويت السيد خميسي عريف، أمس، أن الجزائر مستقرة لوجود تلاحم كبير بين القيادة الحاكمة والشعب، منوّها بمتانة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين واصفا إيّاها بالممتازة. وأوضح السفير عريف خلال مؤتمر صحفي نشطه بمقر السّفارة بالكويت بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال57 لاندلاع الثورة التحريرية، حسب ما أوردته جريدة ''الأنباء'' الكويتية، أن الجزائر تعيش استقرارا بالنظر للتلاحم الموجود بين السلطة والشعب والذي ازدادت قوته لاسيما مع موجة الثورات العربية الحالية. مشيرا إلى العلاقات الثنائية التاريخية بين الجزائر والكويت والتي يترجمها التلاحم القوي بين شعبي البلدين، حيث أرجع ذلك إلى حنكة قائدي البلدين اللذين تجمعهما علاقة أخوية قوية. وأكد أن اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين تنعقد بصفة دورية، حيث توجت لقاءاتها بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاستثمارية بين الطرفين، مبينا أنه قد تم الاتفاق في هذا الإطار على برمجة يوم إعلامي جزائري بالكويت لم يحدد تاريخ تنظيمه بعد. وقال المسؤول إن الاهتمام بتنويع اتفاقات الشراكة والتعاون بين البلدين تمخض عن الزيارات المتبادلة بين رئيسي الدولتين. مذكرا بزيارة العمل الرسمية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للكويت عام 2008 والتي توجت بتوقيع اتفاقيات ثنائية مهمة، وكذا حضوره للقمة التنموية الاقتصادية التي احتضنتها الكويت عام .2009 كما أشار من جهة أخرى، إلى الحضور القوي لأمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الجزائر في أكتوبر .2010 في إطار دفع علاقات التعاون والشراكة. وبخصوص الاستثمار، أشار سفير الجزائر إلى التقدم الملحوظ في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة بعدة ميادين كالبنوك والفندقة والطاقة والمناجم، موضحا أن الاستثمار بين البلدين في هذه القطاعات فاق ملياري دولار. كما دعا إلى تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الجزائر والكويت الذي يبقى دون مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع الطرفين. وهذا من خلال دعوته للمستثمرين الكويتيين لتعزيز حضورهم في الجزائر تزامنا مع تهيئة كل الظروف لاستقبال الاستثمارات الخارجية لاسيما مع تعديل القوانين الخاصة بذلك. وفي الشق المتعلق بالإصلاحات السياسية، ذكر السيد عريف أن الجزائر بادرت بالعديد من البرامج الإصلاحية تهدف لإصلاح المسار السياسي منذ سنوات عديدة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة كانت من أولويات الدول التي انتهجت مسار الديمقراطية والتعددية الحزبية. وتحدث عن خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة في خطابه الأخير في أفريل 2011 من أجل استكمال هذه الإصلاحات السياسية والاقتصادية من خلال مراجعة القوانين الأساسية التي تحكم الممارسة الديمقراطية في الجزائر، موضحا أنها حيز التنفيذ وسيتم الانتهاء منها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبخصوص الاحتفالات المخلدة للذكرى ال57 لاندلاع ثورة نوفمبر ,1954 تطرق السفير عريف إلى مختلف المحطات التاريخية لثورة التحرير المجيدة انطلاقا من حادثة المروحة الشهيرة عام 1830 إلى تفجير شرارة الثورة والاستقلال من بعد ذلك. مركزا في ذلك على سياسة التجهيل التي كانت تنتهجها فرنسا الاستعمارية ضد الشعب الجزائري. كما أشار إلى الدور المشرف لدولة الكويت في دعم الثورة ومساندتها بشتى الوسائل، حيث ذكّر بما قامت به هذه الدولة الشقيقة لدعم المجاهدين إلى جانب احتضانها للطلبة والمفكرين والمناضلين أمثال جميلة بوحيرد، مبينا أن هذه المساعدات استمرت إلى ما بعد الاستقلال من خلال القروض التي كان يقدمها الصندوق الكويتي للتنمية العربية.