اختارت منظمة الصحة العالمية إحياء يوم الصحة العالمي في العام المقبل أي 2012 تحت شعار ''التشيّخ والصحة''، حسب ماذكره بيان للمنظمة الأممية. وأرجعت اختيارها لهذا الموضوع لكون متوسط العمر المأمول قد شهد زيادة هائلة على مدى القرن الماضي وسيفوق عدد المسنين في القريب-حسبها- عدد الأطفال على الصعيد العالمي. وقال ذات المصدر أن ''ظاهرة تشيّخ السكان'' أصبحت منتشرة في كل مكان، ولكنّ البلدان الأقلّ تقدماً هي التي تشهد حالياً أسرع التغيّرات. وينطوي هذا التحوّل الاجتماعي على تحديات وفرص على حد سواء. فقد لا يكون أمام البلدان، تحديداً، سوى جيل واحد لإعداد نُظمها الصحية والاجتماعية كي تتكيّف مع عالم آخذ في التشيّخ، وأكدت المنظمة التي ترعى صحة العالم أنه بمناسبة يوم الصحة العالمي 2012 الموافق للسابع أفريل من كل عام، ستركّز منظمة الصحة العالمية من الآن على إعداد مقدمي الخدمات الصحية والمجتمعات لتلبية اِحتياجات المسنين الصحية، وذلك يشمل الوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم في السن ومكافحتها، وتصميم سياسات مستدامة بشأن الرعاية طويلة الأجل والرعاية الملطّفة، واستحداث خدمات وأماكن مناسبة للمسنين، حتى يحافظوا على صحتهم ويفيدوا مجتمعاتهم على الدوام، من جانب آخر، اعتبرت أن التعمير طويلاً يعد من علامات الصحة، وتشيّخ سكان العالم - في البلدان النامية والبلدان المتقدمة- هو مؤشّر على تحسّن الصحة العالمية. وبات عدد المسنين - أي أولئك الذين يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق - يناهز 650 مليون نسمة على الصعيد العالمي. ومن المتوقّع أن يرتفع هذا العدد ليبلغ ملياري نسمة بحلول عام ,2050 غير أنّ هذا الإتجاه الإيجابي ترافقه بعض التحديات الصحية الخاصة في القرن الحادي والعشرين. فمن الضروري إعداد مقدمي الرعاية الصحية والمجتمعات لتلبية اِحتياجات المسنين كما يشير البيان، ومن أهمها تدريب المهنيين الصحيين على تقديم خدمات الرعاية للمسنين؛ وتوقي الأمراض المزمنة التي تصيب المسنين وتدبيرها العلاجي، وتصميم سياسات مستدامة في مجال الرعاية طويلة الأجل والملطفة، واستحداث خدمات ومرافق ملائمة للمسنين. وبالنسبة للجزائر، فتشير الأرقام إلى أن عدد المسنين يتجاوز المليونين، والعناية الصحية المتوفرة سمحت بتجاوز معدل الحياة عتبة الثمانين السنة، في حين أن السن القانونية للتقاعد يبدأ في سن الستين بالنسبة للرجال و55 سنة بالنسبة للنساء، وهو مايطرح مشكلا حقيقيا بالنسبة لهاته الفئة التي بذلك قد تجد نفسها تقضي أكثر من عشرين سنة في حالة فراغ رهيب. كما أن العناية الصحية بهذه الفئة تطرح مشكلا آخر في غياب المختصين في مثل هذه الخدمات، عكس الدول المتقدمة. ونتذكر هنا اِعترافات أحد الأطباء الجزائريين الذي أقر في إحدى الملتقيات أنه في حالة وجود مريض مسن وآخر شاب، فإن الأطقم الطبية وبدون وعي تهتم أكثر بالمريض الشاب في المستشفى، وهو خطأ يقع فيه الكثيرون كما قال، لأن إنقاذ الشاب من الموت ينظر إليه كأولوية مقارنة بالمريض المسن. من جانب آخر، تتحدث الأرقام عن غياب لهذه الفئة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، حيث لايتجاوز عدد المسنين الذين أبدوا الرغبة في تقديم مشاريع في إطار الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر 5874 مسنا.