تتوفر بلدية برحال الواقعة على بعد 32 كلم من عاصمة ولاية عنابة، على إمكانيات هائلة من شأنها أن تحسن من الإطار المعيشي للسكان، وتساهم في دفع عجلة التنمية المحلية بهذه الناحية التي تعد بمثابة نقطة عبور مهمة للمثلث الصناعي عنابة، سكيكدة وقسنطينة، كما تتوسط أكبر المناطق الفلاحية المعروفة بالولاية منها منطقة فتزارة بالشرفة، لكن ظلت أحياء هذه البلدية تفتقر لمظاهر التمدن كالطرقات وشبكات الصرف الصحي، زيادة على الانقطاعات المتكررة للكهرباء وضعف التغطية الصحية بالقرى والمداشر. وحسب تقارير المجلس البلدي ببرحال، فإن هذه الأخيرة تضم مجموعة من التجمعات السكانية المنتشرة بطريقة عشوائية عبر إقليم البلدية، كونها لم تخضع إلى دراسة عمرانية على غرار تجمعات طاشة، الكاليتوسة، بوقصاص، الخوالد وغيرها، حيث تفتقر هذه التجمعات السكانية لأبسط مظاهر التمدن، كون أغلب الطرقات مجرد ممرات ترابية تتوحل مع تساقط القطرات الأولى للمطر، مما يصعب حركة المرور لا سيما التلاميذ الذين يجدون صعوبة في قطع مسافة طويلة للإلتحاق بمدارسهم. وحسب شكاوى سكان هذه القرى، فإن أحياءهم تفتقر لبرامج التهيئة والهياكل القاعدية؛ كشبكات تصريف المياه المستعملة التي تصب في العراء، مما تسبب في إصابة السكان بأمراض متنقلة، كما تساءل السكان الذين تحدثنا معهم عن عدم إهتمام البلدية بإنجاز قنوات لصرف مياه الأمطار التي تحمل الأوحال وتجتاح بناءاتهم، مما تسبب في تصدعها وجعلها مهددة بالإنهيار، على حد تعبيرهم. ويتحدث السكان عن أزمة خانقة في التزود بغاز البوتان، رغم توفر البلدية على 10 نقاط خاصة ببيع هذه المادة الحيوية، والتي تتحول إلى هاجس يؤرق السكان خلال فصل الشتاء. إلى جانب جفاف الحنفيات خاصة أمام الأعطاب المتكررة لشبكة التوزيع الرئيسية. ويشكل ضعف التغطية الصحية أحد أهم انشغالات سكان عين طاشة، الخوالد بوقصاص وعين شوقة خاصة أمام انعدام قاعات العلاج لأدنى الاحتياجات الصحية، الأمر الذي يجبر المرضى خاصة منهم أصحاب الأمراض المزمنة عن التنقل إلى عاصمة الولاية، أوالاستفادة من علاج المركز الصحي المتعدد الخدمات ببرحال مركز، والذي يعاني هوالآخر من الغياب شبه الكلي للأطباء والممرضين. وفي قطاع التربية، تفتقر المدارس والأقسام للتدفئة وحتى وسائل النقل، كما تفتقر أغلب التجمعات السكانية للمتوسطات، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع 10 كلم يوميا إلى برحال مركز من أجل مزاولة دراستهم. كما تشهد البلدية غياب المرافق الرياضية والثقافية التي من شأنها التخفيف من الروتين اليومي للشباب الذين يطمحون أيضا إلى الحصول على مناصب شغل، خاصة وأن البلدية تتوفر على منطقة نشاط صناعي تضم 28 مؤسسة إنتاجية، إلا أن الشباب ذكروا بأن أغلب العمال بالمصانع المتواجدة بمنطقة النشاط الصناعي هم من خارج البلدية، ورغم الطابع الفلاحي والرعوي الذي تتميز به أراضي البلدية والثروة المائية التي تتوفر عليها بفضل بحيرة فتزارة التي تعد من أكبر البحيرات على المستوى الوطني، فإن الفلاحة لم تبلغ الأهداف المرجوة. ويعتمد الفلاحون على الحواجز المائية في سقي محاصيلهم الزراعية بسبب افتقار البلدية لسد مائي للسقي، الأمر الذي ساهم في ''شيخوخة'' قطاع الفلاحة ببرحال.