تعد بلدية "قايس" من أكثر البلديات انتعاشا في شتى المجالات، حيث شهدت خلال السنوات الجارية حركة تنموية في مختلف القطاعات، وذلك بفعل تعزيزها بجملة من المشاريع التنموية والتي رصدت لها الجهات المعنية أزيد من 700مليار، وجاء هذا الدعم بما تتوفر عليه البلدية من مؤهلات وإمكانيات ويضاف لإلى ذلك حاجة سكانها إلى التنمية. حيث تحوز ذات البلدية على موقع استراتيجي هام جدا، فهي تتمحور على الطريق الوطني "رقم 88"، وتعتبر في نفس الوقت همزة وصل بين ولايات الشرق، الوسط والجنوب علاوة على كونها تتوسط 7بلديات جبلية وسهبية، لتساهم هذه المشاريع الجديدة التي سطرها المجلس البلدي في دعم سبل وآفاق التنمية وتطوير المدينة التي تتطلع أكثر من أي وقت مضى إلى تحقيق جل أهداف التنمية الشاملة، ومن ثمة استدراك العجز المسجل في بعض المرافق ذات الصلة بالبنية التحتية للمنشآت الحيوية ذات الطابع الاجتماعي، الثقافي والرياضي، وكل ذلك من أجل اللحاق بركب المدن الكبرى على غرار مدينة "خنشلة" واحتلالها لمكانتها معها، كما تعتبر هذه المدينة الثانية في الولاية من حيث الكثافة السكانية، إذ يصل تعداد سكانها إلى ما يزيد عن ال35 ألف نسمة، وقد استفادت هذه البلدية من عدة مشاريع إنمائية في ظل عهدة "المير" الحالي "بلعلمي عبد العزيز" الذي ترأس المجلس الشعبي البلدي للمرة الثانية على التوالي، والذي يتطلع إلى تحقيق كل البرامج المسطرة في هذا الشأن من خلال تحسين الظروف المعيشية. أبرز جهود منتخبيها قضاؤهم على السكن الهش نهائيا وخلال المخطط الخماسي للتنمية، تدعمت البلدية أن تتحصل على مبلغ يفوق 650مليار سنتيم موجه لإنجاز مختلف المشاريع التي تدعمت بها المدينة والتي تم إنجاز منها ما نسبته 75 بالمائة عبر مختلف القطاعات، كما تعكف البلدية على تغطية حاجيات السكان من مشاريع تهدف في أساسها إلى تحسين ظروفهم المعيشية واستحداث فرص العمل والحد من البطالة، حيث يبدي المنتخبون المحليون اهتماما بالغا قصد تسوية بعض القضايا العالقة التي تعيق مسيرة التنمية المحلية رغم التوصل بشكل مشجع إلى القضاء نهائيا على السكن الهش، وذلك بإعادة ترحيل 65 عائلة إلى سكنات اجتماعية جديدة تتوفر على كل شروط الحياة الكريمة. المشاريع السكنية أبرز النجاحات وانطلاقا مما سبق ذكره، فقد بلغت حركة التنمية المحلية أعلى مستوياتها بفضل تعزيزها بعدة برامج هامة، والتي تتعلق في مجملها بقطاع السكن، أين استفادت المدينة ب550 سكنا اجتماعيا؛ منها 350سكنا اجتماعيا إيجاريا و100 سكن اجتماعي تساهمي و100 سكن ترقوي، وذلك من أجل القضاء على السكنات الهشة، غير أن ما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو أن المجلس البلدي تمكن من التوصل إلى محو كل آثار البناءات الفوضوية والقصديرية، حيث تم خلال الآونة الأخيرة تهديم ما يزيد عن ال26 بناءً فوضويا داخل مدينة "قايس"، وهو ما ساهم في إعادة الجمالية لمحيط المدينة وكذا تحسين صورتها ونسقها العمراني، وهذا كله بفضل توحيد الجهود بين المواطنين والمنتخبين المحليين. من جهة أخرى تم إنجاز برامج مختلفة في إطار المشاريع الجوارية للتنمية الريفية، يأتي في مقدمتها برنامج البناء الريفي، حيث استفادت البلدية ابتداء من سنة 2008 من 220 إعانة، 108 أنجزت، 48 في طور الإنجاز و64 في انتظار قرارات الاستفادة، أما فيما يخص الشباب فقد عملت البلدية على إنجاز 268 محلا تجاريا للاستعمال المهني، وقد تم توزيع 120 محلا بالأروقة القديمة و35 محلا بالسوق المغطاة في انتظار تسليم 100 محل الواقعة بالتجزئة الاجتماعية 558 مسكنا. تطهير المحيط من التراكم الرهيب للنفايات من التحديات الراهنة وبهدف إعطاء الوجه العمراني اللائق للمدينة، تم تدعيم هذه الأخيرة ببرنامج هام من شأنه أن يعمل على دفع قاطرة التنمية المحلية ووضعها على السكة الصحيحة لها، خصوصا أن مختلف الأحياء والمجمعات السكانية كانت تشهد وضعا بيئيا متدهورا فيما مضى، فكان لزاما على المنتخبين المحليين إيجاد الحلول الواقعية لمشاكل تهيئة الإقليم، وفي لقائه مع "الأيام" أكد رئيس البلدية أن "قايس" تدعمت بعدة برامج تنموية وسيتم العمل فيها على القضاء على العقبات الراهنة جراء انتشار الأوساخ وتراكمها الفظيع أمام المحيطات السكنية، مما يلوث بيئة مختلف الأحياء جراء عدم احترام المواطنين لأوقات رمي النفايات، ولمواجهة هذه الحالة تدعمت البلدية بعتاد جديد سيساعد على القضاء نهائيا على هذه العوائق، إذا ما التزم الموطنون بواجباتهم تجاه ذلك وساعدوا البلدية في هذا الشأن. أشغال مخطط التحسين الحضري جارية على قدم وساق من جانب آخر، لقد تجسدت وعود السلطات المحلية على أرض الواقع بخصوص تحسين وترقية الإطار الحياتي للسكان الموزعين على عدة أحياء سكنية، مثلما أكد على وجوب تحقيقها والي الولاية شخصيا خلال خرجاته الميدانية وزياراته التفقدية لمختلف أحيائها، وذلك في إطار تهيئة الطرقات وشق قنوات الصرف الصحي وإيصال شبكات الغاز والكهرباء والمياه الصالحة للشرب، إذ بلغت نسبة التغطية ال98 بالمائة وهذا في معظم الأحياء على غرار حي "24سكنا"، "12سكنا"، "84سكنا"، "544سكنا" "بلعابد الصادق"، "مكرسي" ورقعة "ناجي"، بالإضافة إلى حي "الدشرة" الذي يعتبر من أكبر الأحياء على مستوى البلدية، حيث أنه يضم أكثر من 12ألف نسمة، وكذا التحسين الحضري للحي الجنوبي وحي "الزيتون"، وسد "فم القيس"، وقد خصصت لتهيئة كل هذه الأحياء مبالغ مالية جد معتبرة. مشاريع إضافية لفائدة الشريحة الشبانية أما بالنسبة لمشاريع التنمية البلدية، فتتمثل في 14 عملية استفادت منها البلدية في إطار المخطط العادي اللامركزية، وتشمل توسيع وترميم الملعب البلدي من خلال إعادة تهيئة الساحة الخارجية للقاعة المتعددة الرياضات، وبناء قاعة متعددة النشاطات، تأهيل وتوسيع الملعب البلدي بألف مقعد، إضافة إلى إنجاز مسبح نصف أولمبي، ناهيك عن ترميم الملعب البلدي الثاني والذي استهلك هو الآخر مبالغ مالية معتبرة، حيث عملت البلدية على توسيع وترميم 100 مقعد به بمبلغ 10ملايير سنتيم، وكذا تحويل قاعة السينما إلى مسرح ب5ملايير سنتيم، زيادة على إنجاز مجمع مدرسي الأول قاعدة 7 والثاني قاعدة5، إضافة إلى بناء ثانوية بألف مقعد وإنجاز مطعم مدرسي بسعة 200 وجبة يوميا، إلى جانب 4ملا عب جوارية، ومشروع بناء معهد للتكوين المتخصص ومفرغة لرمي القمامة وكذا مشروع تنظيف وتنقية سد "فم القيس" من الأوحال والأطيان التي غزته، حيث أسند هذا المشروع لشركة فرنسية وهو الآن قيد الدراسة، وقد خصص له مبلغ قدر بمليار ونصف مليار سنتيم، ويعتبر هذا السد من أهم الموارد المائية للبلدية إذ تبلغ سعة تخزينه حوالي 400ألف متر مكعب، ومن خلال بعث مشروع تنظيفه من الأوحال وترميم منشآته وهذا لأهميته في الرّي الفلاحي لسقي الأراضي لكل من بلديات "قايس"، "الرميلة" و"الحامة"، وهو الأمل الوحيد لفلاحي المنطقة لسقي حوالي 6000هكتار. 3 ملايير سنتيم لتجديد قنوات الصرف الصحي يعتبر قطاع الرّي من بين القطاعات الهامة بالولاية، خاصة في بلدية "قايس" حيث أولته السلطات المحلية اهتماما بالغا، أين تم تزويد كل سكان الأحياء بالمياه الصالحة للشرب الآتية من سد "كدية المدور" بتيمقاد بباتنة، حيث تم في هذا الإطار تجديد قنوات المياه الصالحة للشرب لجميع الأحياء، كما تم إيصال الكهرباء لأحياء "17جوان"، "طريق الرميلة" و"السكنات التطورية"، كما تم تحويل أعمدة الكهرباء الخاصة بالضغط العالي التي استفادت منها 339عائلة، بالإضافة إلى حي "08ماي 45" الذي استفاد هو الآخر من الكهرباء، زيادة على أنه تم تسجيل 4عمليات خصص لها مبلغ 2مليارو900مليون سنتيم لتجديد قنوات الصرف وإنجاز مجاري المياه وبالوعات لامتصاص مياه الأمطار والفيضانات، وبالمقابل مع هذا تدعمت البلدية بمشروع هام يتمثل في إنجاز محطة لتصفية المياه المستعملة التي تعد الثانية من نوعها بالولاية، بعد تلك التي أنشئت بعاصمة الولاية، وذلك بالنظر إلى التوسعة العمرانية والكثافة السكانية العالية بها. وللصحة، التربية والثقافة نصيب من العناية هذا كما لم تغفل المصالح البلدية عنايتها بقطاع الصحة، حيث أولته اهتمامها الخاص نظرا لما تتطلبه البلدية من خدمات صحية والتي تعد الأولى من نوعها من حيث استقبالها للكم الهائل من المرضى وكذلك الشأن بالنسبة إلى نوعية الخدمات المقدمة لكل قاصدي مستشفى "قايس" من جميع أنحاء الولاية، إذ يضم ما يزيد عن 33طبيبا مختصا في مختلف التخصصات الطبية، بالإضافة إلى مركز لتصفية الكلى الذي يعد من أهم المراكز على المستوى الوطني، كونه يوفر خدماته لمرضى هذا الداء الوافدين من مختلف الولاياتالشرقية للوطن، نظرا لتوفره على أجهزة حديثة ومتطورة جدا، وجهاز سكانير، ومخابر خاصة بذلك. كما تعزز قطاع التربية هو الآخر بجملة من المشاريع الهامة قصد النهوض بهذا القطاع الحساس، حيث تمت تهيئة أكثر من 16مدرسة، إضافة إلى مدارس أخرى جديدة ومتوسطة وثانوية، تجدر الإشارة إلى أن جل التلاميذ البالغ عددهم 4آلاف و250تلميذا يستفيدون من خدمات الإطعام والتدفئة المركزية في كل المدارس التي تضمها، حيث يوجد 3مطاعم مركزية بالبلدية ومطعمين لا يزالان في طور الإنجاز. أما في قطاع الثقافة الذي يعتبر المتنفس الوحيد لشباب المنطقة، فقد استفاد من مكتبة جديدة ومسرح لتدعيم المشهد الثقافي بالبلدية التي أنجبت أحسن الفرق الوطنية في مجال المسرح؛ كفرقة "أطفال الجزيرة" التي تحصلت على عدة ألقاب في مهرجانات محلية ووطنية. قطاعا الأشغال العمومية والشبيبة يسير نحو الانتعاش هذا ولقد تعزز قطاع الشباب والرياضة بذات البلدية بجملة من المرافق الحيوية، أهمها مسبح بلدي النصف الأولمبي، إلى جانب تهيئة ساحة الملعب البلدي الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى الحظيرة العمومية، وكذا مشاريع أخرى جديدة بالغة الأهمية، ويتعلق الأمر بمحولين واللذين من شأنهما تقليص حركة المرور التي تشهدها البلدية يوميا كنقطة مرور إستراتيجية هامة، وذلك نظرا لتموقعها على الطريق الوطني «رقم 88» الرابط بين ولايتي خنشلة وباتنة، بالإضافة إلى إنجاز أكثر من 20 كلم طرق مزدوجة و10كلم طرق ولائية، كما تم فتح العديد من المسالك الريفية على مستوى كل البلدية، حيث خصص لهذا القطاع مبلغ 80 مليار سنتيم لإنجاز 9عمليات. سوق للجملة، مذبح بلدي ومحطة برية في الأفق من جهته، استفاد، مؤخرا، قطاع التكوين المهني من معهد وطني متخصص في التكوين المهني والتمهين، لفائدة شباب المنطقة، ويأتي بهدف التقليص من معاناتهم في التنقل من وإلى عاصمة الولاية، ويأتي هذا المعهد لتعزيز المراكز المتواجدة عبر هذه البلدية التي تعتبر نموذجية في مجال "البستنة" و"غراسة الأشجار المثمرة"، أذ توجد بها أكبر مشتلة على المستوى الولائي، تضم مختلف أصناف الأشجار منها المثمرة ومنها تلك الموجهة للتزيين، حيث خصص المجلس البلدي مبلغ 100مليون سنتيم للمساحات الخضراء التي تشكل 40بالمائة من المساحة الإجمالية للبلدية، كما تم إلى جانب هذا استحداث حدائق عمومية وساحات للتسلية واللعب خاصة بالأطفال، بالإضافة إلى أنه قد تم غرس حوالي 50هكتارا من أشجار الزيتون و70هكتارا أخرى من مختلف الأشجار المثمرة . كما تمت برمجة حفر بئر عميقة لفائدة الفلاحين الذين استفادوا من الكهرباء الريفية بحي «أولاد بن اعلي»، وذلك على مسافة 5كلم، بالإضافة إلى استفادة ذات البلدية من حصة تقدر ب170سكنا ريفيا، والتي تم توزيع منها 63وحدة فيما لا يزال الباقي في طور الإنجاز، والشيء الملفت للانتباه هو تشجيع المبادرات الشبابية في مجال استصلاح الأراضي الفلاحية وخاصة الفئة النسوية، حيث استفادت فلاحة شابة من مجال الدعم الفلاحي الخاص وهي حاليا تنشط من خلال امتهانها تربية الأبقار واستصلاح الأرض وتربية النحل، دير بالذكر أن بلدية «قايس» تضم 3 مناطق فلاحية كبرى، كما استفادت من مشروع إنجاز سوق للجملة ومذبح بلدي ومحطة للنقل البري، ومن بين أهم المشاريع الإنمائية التي استفادت منها البلدية؛ يأتي في الصدارة مشروع إنشاء مصنع خاص بإعادة تجميع وتحويل النفايات لاسيما منها المواد البلاستيكية، حيث سيساهم في تعزيز الإمكانيات الاقتصادية للبلدية من ناحية وتنظيف المحيط وحماية البيئة من ناحية أخرى. تطلع إلى إنجاز مركز جامعي وقطب إداري بتصميم معماري حديث لم تنتهي مساعي القائمين على شؤون البلدية عند هذا الحد، بل هناك حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي آفاق مستقبلية واعدة للنهوض بالبلدية في مجال التنمية، وتتلخص في جملة من العمليات والمشاريع المقترحة، ومن أبرز أولوياتها إنشاء مركز جامعي، مما قد يحدث تحولا كبيرا في الحياة داخل المدينة بشكل عام، والذي يرقى إلى نفس متطلبات وطموح طلاب البلدية، زيادة على مشروع آخر والذي تبقى آمال سكان البلدية معلقة عليه، وهو يخص تحديدا مشروع القطب الإداري الجديد الذي يضم مقرا للبلدية مجهز بأحدث التصميمات وأروع الديكورات، وهو الآن قيد التسليم، كما سيتم قريبا توزيع حصة سكنية تقدر ب 350 وحدة.