يشاء القدر أن تنتقل روح فقيد المسرح الكويتي والعربي منصور المنصور العرفج من الجزائر إلى السماء، قبل أن يجسّد فكرة عمل مشترك كويتي - جزائري، حيث أكّد قبل أيام قليلة أنّه سيختار نصّا مسرحيا جزائريا للكاتب المسرحي الجزائري امحمد بن قطاف ليتم تمثيله باللهجة الكويتية على ركح المسرح الجزائري قريبا. القدر لم يمهل مؤسّس الفرقة الكويتية ''مسرح الخليج العربي'' ليعود إلى الجزائر ثانية شهر ماي من العام القادم للمشاركة في مهرجان المسرح المحترف، حيث قال في تصريح إعلامي إنّه مهتم كثيرا بالنصوص الجزائرية والكتابات الرائعة التي تستحق أن يتم تحويلها إلى عروض فنية سواء لتعرض في المسرح أو السينما. الموت خطف العرفج بعد أن أبهر البجاويين والجزائريين على حد سواء بعرض ''المكيد''، التي قدّمت في الدورة الأخيرة من المهرجان الدولي للمسرح المحترف الذي اختتم منذ عشرة أيام، حيث دعا إلى ضرورة تعزيز التبادل الثقافي الكويتي - الجزائري من خلال المشاركة في المهرجانات والاحتفاليات والأيام الثقافية. وأمام هذا المصاب الجلل، بعثت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي ببرقية تعزية باسم كلّ الفنانين والمثقفين الجزائريين إلى عائلة الفقيد ووزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، أشادت فيها بمسيرة الممثل الفنية، حيث بوفاته ترك ''رصيدا هائلا من الأعمال المسرحية والإذاعية إذ أفنى كل عمره للفن الرابع، الذي أعطى له كلّ شيء، ولم يبخل في عطائه حتى آخر يوم في حياته''، وأكّدت أيضا أنّ برحيله الأبدي فقد العالم العربي وعشّاق الفن المسرحي في العالم ''فنانا قديرا من الطراز الرفيع'' ، وقالت ''الساحة الفنية العربية فقدت في المنصور، الفنان الصادق الملتزم الذي خدم قضايا شعبه وأمته وبقي وفيا لوطنه، يسعى دائما لتحقيق الأفضل والوصول إلى درجة الامتياز". الأسرة الفنية والوطن العربي فقدت الفنان الكبير إثر إصابته بنوبة قلبية حادة، حيث شعر قبيل عودته إلى الكويت بتعب مفاجىء فحمله مرافقوه تحت إشراف البعثة الدبلوماسية الكويتية بالجزائر إلى المستشفى على عجل، ولكنه سلّم الروح إلى بارئها. ويعدّ منصور عبد الله خليفة المنصور العرفج من نجوم الفن في الكويت، ومن أسرة فنية اشتهرت بمكانتها الفنية على مستوى الوطن العربي، حيث ولد في فريج المرقاب عام ,1941 وجده هو خليفة العرفج صاحب الكتب والقصص التاريخية والفلكية، انتقلت أسرته من المرقاب إلى الشرق، وله من الأشقاء أربعة، شكّلوا معا ثقلا فنيا كأسرة، وكان لهم الكثير من الأعمال الفنية ذات البصمة الواضحة، التي أخرجها على مدى عقود شقيقهم المرحوم عبد العزيز المنصور، وشاركه فيها محمد وحسين ومنصور وعيسى المنصور. بدأ منصور المنصور حياته الفنية عام 1958 عندما شارك كهاو في مسرحية ''الحاكم بأمر الله'' على خشبة مسرح ''المتنبي''، ولاحظ أستاذه حسن عبد السلام آنذاك تميّزه، فوجّهه مع عدد من زملائه إلى العمل الإذاعي، كان يهوى ممارسة رياضة كرة القدم، حيث بدأ كحارس مرمى في فريق مدرسة المتنبي، ثم انضم إلى أندية رياضية أهلية آنذاك قبل تأسيس الأندية الرياضية في الكويت وهما ناديا ''التعاون'' و''الندوة''، بعدها عرف كحارس مرمى مشهور في النادي العربي والمنتخب الكويتي وسافر إلى عدّة دول. بلغت أعماله المسرحية قرابة الأربعين عملا ما بين التمثيل والإخراج من بينها ''لا طبنا ولا غدا الشر'' و''حفلة علة الخازوق''، أمّا على مستوى مسرح الطفل فهو من الأعمدة الرئيسية لهذا المسرح، بل المؤسّس له، ولا يمكن للوسط الفني أن يغفل دوره في هذا الجانب الفني على الصعيد المسرحي، وفيما يتعلّق بالأعمال التلفزيونية، قدم العديد منها وتميز مع أشقائه في مجموعة من المسلسلات من بينها ''القدر المحتوم''، ''سهم الغدر'' و''غصات حنين'' وغيرها من الأعمال