قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أمس أن المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية "وصلت إلى طريق مسدود" بعد أن فشل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في ايجاد مخرج من حالة الانسداد الحاصل في مواقف الفرقاء اللبنانيين حول كيفية احداث انفراج للخروج من هذه الأزمة·
وقال بري أن الحوار الذي سبق أن دعا اليه بين اطراف المعارضة والحكومة "يهدف الى إنقاذ هذه المبادرة ودعمها " وعدم تضييع فرصتها · ودعا من يرفض الحوار إلى تقديم البديل، في اشارة واضحة الى احزاب الموالاة التي ترفض اجراء حوار مباشر مع احزاب المعارضة بهدف التوصل الى ارضية توافقية لاخراج لبنان من ازمته السياسية الحالية· وحمل بري بطريقة مباشرة الولاياتالمتحدة مسؤولية عرقلة التوصل إلى هذا الاتفاق من خلال عدم اكتراثها لما يجري وانه لم يلاحظ أي تحمس لدى الادارة الامريكية باتجاه تسوية الازمة اللبنانية· وقال انه خرج على عكس ذلك من خلال استمرار تداعيات ازمة بلاده بقناعة ان اوروبا والأمم المتحدة تؤيدان الدخول في حوار مباشر بين طرفي المعادلة اللبنانية·وجاءت تصريحات رئيس حركة امل الشيعية المعارضة للحكومة اللبنانية الحالية بعد زيارة تاريخية الى العاصمة السورية، حيث التقى خلالها الرئيس بشار الاسد وبحث معه تداعيات الاحتقان السياسي القائم في لبنان منذ شغور منصب الرئيس نهاية شهر نوفمبر الماضي والبدائل المتاحة لتسويته· وكشف بري بخصوص نتائج محادثاته بالعاصمة دمشق أنه لم يكن يتوقع أن يحقق نتائج ايجابية بمثل ما حققه في هذه الزيارة دون ان يكشف عن طبيعة هذه النتائج ومدى ايجابيتها لانهاء الازمة· واكتفى بالقول أنه قال للرئيس السورى بشار الاسد : "إنه سيدلي بتصريح يؤكد فيه أن سوريا تلتزم بما يلتزم به اللبنانيون في حوارهم وقد وافق الرئيس الأسد" على ذلك· وحذر بري من جهة اخرى انه في حالة استمر فيها العناد السياسي الحاصل لخمسة أشهر اضافية فإن المعارضة ستظطر الى المطالبة بتشكيل حكومة لبنانية انتقالية للتحضير للانتخابات العامة· واشترط رئيس البرلمان اللبناني ان يكون رئيس هذه الحكومة ووزير الداخلية حياديين وهي رسالة واضحة باتجاه الحكومة الحالية ورئيسها فؤاد السنيورة بنزع الثقة عنه في حال فشل في انهاء الازمة· وكان رئيس البرلمان اللبناني انتقل الى سوريا لبحث تداعيات الازمة السياسية في بلاده في نفس الوقت الذي قام فيه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بجولة الى عدة عواصم عربية مؤيدة لحكومته وسبق لها ان حملت دمشق مسؤولية ما يجري في لبنان· وفي سياق معركة البحث عن حل للازمة المستفحلة في لبنان أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية نايلة معوض انه لا يمكن الوصول إلى حل في بلادها ما لم يتم تصحيح العلاقات اللبنانية السورية· واعتبرت أنها المرة الأولى التي يتم فيها تحديد سبب الازمة اللبنانية بحيث ظهر لجميع العرب أن المشكلة تكمن في سوريا وفي العلاقات بينها وبين لبنان، في اشارة الى الاجواء التي طبعت القمة العربية الاخيرة والتي اتهمت خلالها عدة دول عربية ومنها العربية السعودية ومصر وبعض دول الخليج السلطات السورية مسؤولية ما يحدث في لبنان وحثتها على ضرورة التدخل لاصلاح ذات البين اللبناني· واضافت ان لبنان في حاجة إلى دعم المجتمع الأوروبي والمجتمع الدولي والولاياتالمتحدة من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن· واشارت إلى أنه لايمكن بناء دولة في لبنان في ظل وجود دولة ضمن الدولة، في اشارة الى حزب الله دون أن تسمه واكدت ان الحكومة لن تقبل بهذا الامر أبدا·