حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس، كل الفصائل والأحزاب اللبنانية من أي تأجيل آخر لانتخاب رئيس للبلاد وإنهاء حالة الفراغ الدستوري الذي دخلته منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي·وقال موسى المتواجد حاليا بالكويت أن تأجيلا آخر لجلسات البرلمان ستؤدي إلى زعزعة استقرار لبنان وأنه أصبح من المستعجل انتخاب رئيس جديد قبل فوات الأوان· وينتظر أن يعقد البرلمان اللبناني في الحادي عشر من الشهر القادم جلسة هي الرابعة عشر من نوعها لانتخاب خليفة للرئيس ايميل لحود المنتهية عهدته في 24 نوفمبر الماضي دون أن يتمكن فرقاء الأزمة اللبنانية من التوصل الى أرضية اتفاق لانتخاب رئيس جديد للبلاد· وجاءت تصريحات عمرو موسى ومخاوفه من انزلاق الوضع العام في لبنان بعد أن فشل في ثاني مهمة وساطة له بين قوى المعارضة وقوى الأغلبية الحكومية المنضوية تحت راية ما أصبح يعرف بقوى (14 مارس)· وتحرك موسى على الساحة اللبنانية بتكليف من الجامعة العربية التي سعت وفق خطة تسوية عربية لاحتواء الوضع ولكن المبادرة توقفت في منتصف الطريق رغم التفاؤل الذي أبداه المسؤول الأول على الجامعة العربية قبل أن يصطدم بواقع الحال في بلد تضاربت مصالح قواه السياسية ومشاريعها المجتمعية وحتى ولاءاتها الخارجية· ولكن عمرو موسى لم يفقد الأمل بإمكانية الوصول إلى مخرج من نفق هذه الأزمة، وقال إنه من الأهمية بمكان نجدة لبنان وتجنيبه التحول إلى ساحة لنزاعات إقليمية وشدد الأمين العام العربي على أن خطة الجامعة العربية يمكن تجسيدها ميدانيا بقناعة أنها لم تفشل بصفة نهائية· يذكر أن الوضع في لبنان عرف انزلاقا خطيرا قبل أسبوع بعد مظاهرات احتجاجية ضد انقطاع التيار الكهربائي بالعاصمة بيروت ما لبث ان استغلت سياسيا بين الفرقاء ضمن سيل من الاتهامات المتبادلة على خلفية درجة الانسداد التي عرفتها الأزمة السياسية واستحالة انتخاب رئيس للبلاد رغم التوافق الحاصل حول شخص وزير الدفاع ميشال سليمان· وأمام المخاوف المتزايدة من تكرار ما حدث الأسبوع الماضي، فقد حث وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بمقر الجامعة العربية بالقاهرة الأطراف اللبنانية على التعامل بإيجابية مع جهود أمينها العام وانتخاب الجنرال ميشال سليمان خلال جلسة الحادي عشر من الشهر القادم·