حول العديد من تجار عاصمة الشرق نشاطهم التجاري المعتاد تزامنا والاحتفالات باليوم العاشر من محرم أو عاشوراء إلى نشاط مغاير للنشاط المعتاد، حيث حولت جل محلات بيع الخضر والفواكه وحتى محلات الشواء والأكلات السريعة إلى محلات لبيع المكسرات، والتي تعرف عند القسنطينيين ب''القشقشة'' وهي مزيج من المكسرات على غرار اللوز، الجوز، الفستق، التين الجاف والفول السوداني الحلوى والتمر وغيرها. فالمتجول في أسواق قسنطينة يلاحظ هذا التغيير خاصة مع الإقبال الكبير للمواطنين على شراء هذه المكسرات في ظل غياب الرقابة التي تفرضها مديرية التجارة والتي باتت تتغاضى كل سنة على مثل هاته السلوكات. وتعرف هذه العادة التي ألف القسنطينيون الاحتفال بها في الشرق الجزائري انتشارا واسعا بين العائلات الغنية منها والفقيرة، حيث تقوم العائلات بعاصمة الشرق بشراء هذه المكسرات المعروضة في أجمل حلتها وبأثمان باهظة من أجل الاحتفال بيوم عاشوراء، إذ تجتهد ربات البيوت في إعداد عشاء عاشوراء بأنواع خاصة من الأطباق التقليدية القسنطينية المشهورة وعلى رأسها الشواط وهي أكلة مشهورة في عاصمة الشرق تتمثل في مزج مادة الدقيق والماء والقليل من الملح حتى تصبح عجينة متماسكة ثم تقوم ربات البيوت بعجنها جيدا ثم وضعها على شكل كريات صغيرة بإضافة مادة الزيت، وتركها لمدة زمنية، وتقوم السيدات بعدها بطيها على شكل ورقة مربعة ويضعنها على الطاجين حتى تستوي وتأخذ اللون الأصفر فيقمن بعد ذلك بتقطيعها باليد قطعا صغيرة غير متساوية. وعندما ينتهين من هذه المرحلة تحضر السيدات مرق الأكلة الذي يكون احمر يتم إعداده باستخدام اللحم أو الدجاج وكذا الحمص وعندما يستوي يؤخذ المرق ويمزج مع الشواط الذي حضر مسبقا. أما بعض العائلات فتفضل طبق الشخشوخة المشهور بقسنطينة والذي يكون مشبعا بكمية كبيرة من اللحم وكأننا في عيد الأضحى. وبعد العشاء مباشرة يبدأ التحضير للاحتفال بليلة عاشوراء من خلال تقاسم القشقشة، حيث تقوم الأمهات بتقسيم المكسرات على كامل أفراد العائلة وهي العادة التي لم تختف بمرور الوقت رغم تغير واندثار بعض عادات الاحتفال بليلة عاشوراء في المجتمع القسنطيني، حيث ألفت العائلات القسنطينية إعداد أطباق الأكل بذبح ديك رومي لتحضير عشاء عاشوراء.