أكدت المديرة الفرعية للوقاية، السيدة غنية مربوط، أن وتيرة انتشار داء السيدا في الجزائر لا تتجاوز 0.1بالمائة، وهي نسبة منخفضة مقارنة بمناطق أخرى من العام. مشيرة الى تسجيل 5381 حاملا لفيروس السيدا و1234 مريضا بهذا الداء في الجزائر الى غاية سبتمبر .2011 وأرجعت ارتفاع عدد المصابين خلال السنوات الأخيرة، في وقت يعيش العالم على وقع انخفاض الحالات الجديدة بنسبة 20 بالمائة، إلى تزايد عمليات الكشف الناتجة عن توفير 60 مركزا عبر كل التراب الوطني. ورغم ما قيل حول وتيرة الإصابة بالسيدا في الجزائر، فإن تنظيم ملتقى تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية أول أمس بدار الإمام، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الرغبة في تحقيق توعية أكبر، والتحسيس بخطر المرض وأهمية الوقاية منه، دون إغفال جانب التعامل مع المصابين به، ولذا كان الائمة والمرشدات الجمهور المستهدف من هذا اللقاء. واعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله، أن ''السيدا وباء يهدد بالانتشار''. مرجعا السبب الرئيس لذلك إلى ''الجهل''، لذا لم يتردد في القول بأن الأمر هنا يتعلق بمحاربة الجهل وليس المرض؛ والجهل - كما اضاف - يؤدي الى انتشار الأخطاء. ومن وجهة نظر الوزير، فإن الطهارة التي يؤكد عليها الإسلام، هي الحل الأنجع للوقاية من كل أنواع الأوبئة. كما تحدث عن ضرورة تجنب الشباب للعزلة من خلال انضمامهم الى مختلف النوادي سواء كانت دينية أو ثقافية أو رياضية. وفي السياق، وجه كلامه إلى الائمة قائلا '' رغم أن البعض قد لا يتفق معي، لكن انضمام الشباب الى بعض النوادي التي تختص في تعليم الموسيقى او المسرح أمر جيد يحمي الشباب من الآفات?. وطبعا دعا هؤلاء الى القيام بدورهم من خلال احتضان الشباب في المساجد. مشيرا الى وجود 15 ألف مسجد في الجزائر ''لو كل واحد منها يحتوي 20 شابا وشابة عبر نشاطات مختلفة وتوجيه، فإن ذلك سينعكس إيجابا على المجتمع?. وأوصى كذلك بتوسيع التوعية الى فضاءات أخرى، مثل جلسات عقد الزواج. مشيرا هنا الى أهمية توعية الأئمة للأزواج بأهمية الفحص الطبي، وقال ''لا يكفي الحب، لا بد من الوقاية''. كما تأسف للعدد الكبير من حالات الطلاق والخلع المسجلة بالجزائر، وأرجع ذلك الى كون التطور الثقافي الذي تعيشه الجزائر لم يصحبه تطور اخلاقي، ولهذا شدد على دور المسجد مثله مثل مؤسسات أخرى كالعائلة والمدرسة في تربية المجتمع. وعبر عن اقتناعه بكفاءة الأئمة، واعتبر أن عليهم مساعدة الأطباء في مساعي مكافحة السيدا حماية للمجتمع. وتميز اليوم الدراسي المنظم أول أمس، بإلقاء عدد من المداخلات الطبية والدينية حول موضوع السيدا تحت شعار ''سيدا - ايدز : قضية تهمنا''، وفي كلمته اشار الممثل الدائم لمنظمة الأممالمتحدةبالجزائر مامادو مباير، الى وضع السيدا في العالم مركزا على الانخفاض في وتيرة الإصابة به في العشر سنوات الأخيرة، والتي تؤشر الى امكانية مكافحته. واستعرض كلمة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بمناسبة احياء اليوم العالمي للسيدا، التي اشار فيها الى تغير وضعية الداء في العالم بفضل تطور العلاج الذي مكن من تخفيض عدد الوفيات بالمرض، ومكن المصابين بالفيروس من العيش بطريقة عادية. وبالنسبة للجزائرو قال إن سلطاتها التزمت بمكافحة الداء من خلال تضافر جهود عدة قطاعات. مشيرا الى ان المسجد كقطب ديني يمكنه ان يساهم في اطار هذه المجهودات المشتركة، لا سيما من خلال تجنيد الائمة. وأضاف أن الحلول متوفرة وتسلتزم فقط وضع اليد في اليد. وبلغة الأرقام جاء عرض السيد عادل زدام ممثل برنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا في الجزائر، حيث أشار الى أن النساء اصبحن يشكلن اكثر من نصف الإصابات بالفيروس، فيما تم تسجيل 4,3 ملايين طفل مصاب في العالم من ضمن 34 مليون مصاب حسب احصاءات ,2010 من بين هؤلاء سجل وفاة 8,1 مليون شخص في ,2010 فيما أحصيت 470 ألف حالة جديدة في نفس العام. وإذ أكد على أن العلاج تطور وتحسن، فإنه لم يغفل الإشارة الى مشكلة كبيرة يعاني منها المصابون بالسيدا، وهي عدم تلقي العلاج، حيث تظهر الأرقام أن 47 بالمائة يتحصلون على العلاج في العالم، و11 بالمائة فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أما الجزائر فالنسبة فيها تتراوح بين 20 و39 بالمائة. ولأن قطاع الشؤون الدينية له إسهام في سياسة مكافحة السيدا، فإن السيدة خديجة عدة عادت إلى التذكير بمختلف المساهمات التي قام بها، ومنها المشاركة في ورشات تطرح هذا الموضوع منذ ,2005 فضلا عن إصدار دليل توجيهي عن السيدا موجه إلى الائمة والمرشدات، إضافة إلى النشاطات المنظمة في المساجد والمساهمات الإعلامية.