التحسيس بالمخاطر والكوارث المحدقة بالأشخاص والمؤسسات أضحى خطوة لا بد من اتخاذها من قبل شركات التأمين الناشطة بالسوق الوطنية، خاصة وأن الجزائر عرضة لأكبر الكوارث وأخطرها سواء الطبيعية منها أم الصناعية أم المالية، علما أن بلادنا عرفت في السنوات الأخيرة وتحديدا خلال العشرية الأولى من القرن ال21 سلسلة جديدة من الأخطار أسفرت عن نتائج وآثار كارثية ومدمرة منها ما هو متعلق بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم ومنها ما هو مرتبط بالأزمات المالية والاقتصادية التي انعكست، ولو نسبيا، على المؤسسات الوطنية. ومن هذا المنطلق، بات لزاما على شركات التأمين وإعادة التأمين الشروع في تطبيق برامج تحسيسية ومخططات إعلامية لصالح الأفراد والشركات لتحسيسهم بالمخاطر الكبرى والصغرى المحدقة بهم وبالتالي اطلاعهم على مختلف الميكانزمات المتبعة في السوق لتأمينهم وتأمين ممتلكاتهم ضد أي تهديد أو خطر بحكم المتغيرات التي يعرفها العالم بأسره إن على المستوى الاقتصادي والمالي أو ما تعلق منها بالمحيط والطبيعة التي خلفت وراءها دمارا وخرابا كبيرين. وعلى هذا الأساس، نظمت شركة تأمين المحروقات ''كاش'' أول أمس الخميس، يوما إعلاميا بفندق الهيلتون للتعريف بأهم الآليات والميكانيزمات الخاصة بالتأمين وإعادة التأمين وذلك لفائدة زبائنها الذين أضحوا حسب الرئيس المدير العام للشركة شركاء فاعلين في المؤسسة وما يربطهم لا يقتصر على عقد التأمين الذي يجدد كل عام بل يتعداه إلى السياسات المنتهجة من قبل الشركة ونظيرتها المستقبلية التي يجب أن تعمم على مستوى زبائن الشركة لكي يكونوا على اطلاع بها. وفي مداخلة نشطها خبراء ومختصون ارتكزت على عدة محاور أساسية تتعلق بالمخاطر الجديدة وسبل التأمين عليها، اعتبر السيد ناصر سايس الرئيس المدير العام لشركة تأمين المحروقات أن عملية وإنشاء أية مؤسسة ببلادنا يجب أن ترتكز نظرتها المستقبلية على الفائدة التي يمكن أن تحقق من خلال النشاط الذي ستخوضة ولكن يجب أن يتم تحديد المخاطر الممكنة من خلال تطوير استراتيجية خاصة لإيجاد الحلول الممكنة لأي خطر محتمل. واستشهد السيد سايس ببعض الأمثلة الواقعية المتعلقة باختفاء مؤسسات كبرى وشركات ما لبثت أن دخلت الخدمة والإنتاج بسبب الكوارث، بعضها طبيعي على غرار اختفاء مصنع ضخم لصناعة البطاريات وذلك خلال الفيضانات التي عرفتها ولاية غرداية سنة 2008 وكذلك الأمر بالنسبة لمصنع لإنتاج المطاط والبلاستيك والذي تعرض لحريق مهول أتى على كامل المؤسسة.. وبين عشية وضحاها اختفت المصانع التي اقتصر تأمينها على المخاطر الكلاسيكية المعروفة، وهذه الحوادث لا تقتصر على بلادنا فحسب بل عرفت دول كبرى على غرار اليابان اختفاء عشرات المصانع في لمح البصر وهو ما دفعنا إلى التنبيه والتحذير من مثل هذه الكوارث والمخاطر الكبرى. من جهتهم، تطرق إطارات بالشركة إلى أنواع أخرى من المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار خاصة تلك المترتبة عن العمليات التجارية من تصدير واستيراد، داعين الشركات العاملة خاصة بقطاع الاستيراد إلى اتباع طرق أكثر تطورا لضمان تأمين أفضل لسلعهم المستوردة على غرار التأمين المضاعف من جانب المصدر وحتى المستورد الوطني الذي يجب أن يتخذ تدابير أخرى لضمان وتأمين سلعه بشكل أفضل. وبعيدا عن المخاطر وسبل التأمين منها كشف السيد سايس عن استعداد الشركة لإيداع ملف خاص للحصول على تنقيط دولي إيجابي من قبل إحدى اكبر وكالات التقييم الدولية الأربع المعروفة عالميا على غرار كبرى شركات التأمين وإعادة التأمين وتأتي هذه الخطوة بعد أن توسعت الشركة في نشاطها الذي لم يعد يقتصر على المخاطر الكبرى والشركات الوطنية بعد ان شملت عددا كبيرا من الشركات الأجنبية العاملة ببلانا كما تستعد الشركة لفتح فروع جديدة على المدى القصير على غرار فرع التأمين على الحياة، وذلك للقوانين الجديدة الخاصة بقطاع التأمين والتي تلزم شركات التأمين بعدم التخصص بفروع دون الأخرى.