صدر مؤخّرا عن اتّحاد الكتّاب الجزائريين، العدد الثاني من مجلة اتّحاد الكتاب ''الكاتب'' في الفصل الثاني من سنة ,2011 وصادف صدور هذا العدد تنظيم الدورة الدائمة لأمانة اتحاد الأدباء والكتاب العرب التي انعقدت في الجزائر مؤخرا. اتسم العدد الثاني من مجلة ''الكاتب'' بطرح موضوعات أدبية دسمة بأقلام الكتاب، كما تميز بإعطاء مكانة خاصة لأدب الطفل، وقد تجلى هذا من خلال افتتاحية المجلة التي تم تخصيصها للحديث عن أدب الأطفال بقلم رئيس التحرير الكاتب جروة علاوة وهبي، الذي كتب ''لحق بالأطفال الكثير من الحيف فيما يسمى بأدب الطفل أو الكتابة للأطفال، ذلك لأن ما يكتب لهؤلاء الأطفال في غالبه لا يتماشى والأساليب التربوية والنفسية لهم ." وقد انتقد الكاتب الكتابات الحالية التي تكتب وتقدم للأطفال، واقترح أن تحرق بدل أن تقدم لأطفالنا نظرا للأضرار الجسيمة التي تلحقها بمجتمعاتنا المستقبلية من خلال الأطفال. وقد تصدر العدد الثاني من مجلة الكاتب من خلال الدراسات، أحد المحاور الأساسية التي مازالت تشغل الكاتب والدارس الجزائري على السواء بالنسبة لكتابة الرواية، حيث جاءت الدراسة تحت عنوان ''الرواية الجزائرية بين الرؤية الفنية وزخم البنى الرمزية''، وحدد الكاتب مصطفى بن مشري مسار تطور الرواية الجزائرية من خلال محطاتها الإبداعية في كل من التركيب الشكلاني، باعتباره أحد التقنيات الفنية وكذا التجريب من حيث هو تجاوز للرؤى الفنية الكلاسيكية فكرا وجمالا ولغة، كما أثارت الدراسة أشكال السرد الروائي في طابعه الحداثي الذي يعتمد على الابتكار ويتجاوز الأنماط التقليدية القديمة، مما يجعله يتماشى وإشكالية الراهن. كما نجد في محور الدراسات مواضيع أخرى اهتمت بأجناس أدبية أخرى؛ كبنية التحول في الشعر الجزائري، وفن المصير عند الشاعر الشعبي، وحاجتنا إلى النقد الانطباعي ودراسة دارت حول فيوضات المجاز. أما من باب الشعر فقد فتح العدد نافذة على المبدعين، حيث اقترح على القراء سبع قصائد هي: رقصة الجبناء، للمرج انتفاضة العابرين، ثقب المرايا، موعد في الحديقة، فتنة الفصول، قصة سيدنا يوسف شعر ملحون وفتوحات الهذيان. كما اهتم العدد الثاني من مجلة الكاتب بالقصة القصيرة، حيث أفرد لها حيزا مهما من المجلة وانتخب فيه خمس قصص هي: صباح لآيت أومالو، البحث عن نعيم صدوق، لعبة العطش والماء، والطفل المشاغب. أما في قسم الحوارات، فقد خص العدد الثاني من مجلة إتحاد الكتاب الجزائري الشاعر الجزائري، والذي كرم مؤخرا بدرع إتحاد الكتاب الجزائريين أبو القاسم خمار، كما اهتمت مجلة الكاتب بالفن التشكيلي وقدمت فنانا تشكيليا تحت عنوان فنان العدد، وهو التشكيلي بشير بلونيس بقلم حسن بوساحة، إضافة إلى الملاحق وإصدارات الإتحاد-.