بإجماع الكل؛ فإن تشكيلة مولودية وهران قدمت في ملعب بومزراق أحسن مقابلة لها لحد الآن في الموسم الحالي، فخلافا للتوقعات التي قدمتها لقمة سائغة للمضيف أولمبي الشلف، فإنها عاكست كل تلك التوقعات والظنون، واقتحم لاعبوها أرضية الميدان بنية وذهنية تنافسية افتقدوها في المقابلات والجولات الماضية، أربكت حتى ''الشلفاوة'' الذين أجبروا على بذل جهد مضاعف لتحقيق الانتصار، وفي الأنفاس الأخيرة من المباراة، والتي كانت - كالعادة - قوية فوق أرضية الميدان وفوق المدرجات. ولا شك أن هناك أسبابا دفعت ''الحمراوة'' إلى تقديم ذلك الوجه المشرف، أولها قيمة الخصم ألا وهو أولمبي الشلف والصبغة الثأرية التي أضحت تميز مبارياتهم به، وهذه الصبغة دفعت بلاعبي المولودية اللعب بإرادة قوية، رغم الضغط الكبير الذي مارسه عليهم الجمهورالشلفاوي. وقد يكون ذلك الأداء دليلا على تحسن تدريجي للتشكيلة، كما أشر على ذلك المدرب حنكوش بعد الفوز ضد شبيبة بجاية، لكن المناجير العام للفريق حدو مولاي له نظرة مخالفة لمدربه، أفصح عنها بقوله: ''أنا أرى أن الإرادة هي التي دفعت لاعبينا إلى تقديم ذلك الأداء الطيب الذي ميزه - على وجه الخصوص - الميل الهجومي لفريقنا هذه المرة وخارج ميداننا، بعدما كان يكتفي في المباريات السابقة بالدفاع والاستماتة في نيل الصراعات الثنائية، وقد كان بإمكاننا العودة بالفوز، وكنا نستحقه لكننا بوغتنا بهدف في وقت حساس جدا، والحقيقة أن نقص خبرة مهاجمينا الشباب هي التي باغتتنا". بصمة حنكوش لاجدال فيها ويذهب آخرون إلى استحسان شجاعة المدرب حنكوش الذي صاغ تشكيلة هجومية بانضمام الثنائي الدولي عواج وبلايلي، ويؤكد هؤلاء أن تحسن مردود التشكيلة الحمراوية يعود لدور المدرب، وأن بصمته بدأت تظهر مع مرور الجولات، ومهما اختلفت الآراء بشأن عودته، فإنها كانت مفيدة، وبصمته بدأت تظهر وسنرى مآلها النهائي. وقبل ذلك؛ فإن الجميع يطالب بأن يوازي هذا الجهد الفني آخر إداري، بالعمل على ترسيخ الاستقرار في التشكيلة من خلال حل بعض مشاكلها التي لازالت عالقة، خاصة ما تعلق باللاعبين المعاقبين إما بضمهم أو تسريحهم نهائيا دون التسويف في هذا الأمر، الذي لعب بأعصابهم ومعنويات زملائهم، وخصوصا ما يتعلق بشق الانتدابات التي يراهن عليها ''الحمراوة'' كثيرا، علها تكون منقذة لوضع بات يتأكد سوءه من جولة لأخرى وهم في غنى عن سماع أخبار محبطة عن رفض هذا اللاعب أو ذاك تقمص زي المولودية، كما حصل مع مهاجم أولمبي الشلف بورحلي أمير، الذي قفل راجعا بعد ما أشاعت إدارة الرئيس جباري إنه في قبضتها. والد بلايلي يرغب في اتحاد الجزائر وليس قضية بورحلي التي تؤرق الأنصار فحسب، بل زادهم هما قضية بلايلي التي لم تعرف مخرجا مطمئنا لحد الآن، بعدما تدخل والد بلايلي لدى الرئيس جباري طالبا منه تسريع تحويل ابنه إلى اتحاد العاصمة، والتصرف واستثمار هذا التحويل لفائدة اللاعب والمولودية التي بحاجة إلى انتدابات نوعية، وهو ما يسعى إليها جباري بمقايضة بلايلي مقابل جلب بوعزة، بومشرة وبلعباس، في ظل المنافسة القوية من فريق شبيبة القبائل التي ترغب بجد في خدمات بوعزة، ومولودية الجزائر التي تسعى لجلب بومشرة.