عرفت أسعار الذهب منذ سنوات ارتفاعا تصاعديا بوهران، ليصل هذه الأيام سعر الغرام الواحد منه بسوق الصاغة بالمدينةالجديدة 6 ألاف دينار، بينما لم يكن يتعدى سعره 4 ألاف دينار قبل بضعة أشهر مرت، أما سعر الغرام الواحد من الذهب المستعمل، فقد وصلت إلى 3900 دينار، وهو ما يدعو للتساؤل عن سبب هذا الارتفاع القياسي لسعر الذهب والمرشح للارتفاع، حسب تكهنات الكثير من التجار إلى 10 ألاف سنيتم للغرام الواحد السنة المقبلة، وهو ما سيجعل التفكير في اقتناء قطعة من الذهب مهما خف وزنها بالصعبة لدى عامة الناس. وقد أرجع أحد الصاغة بسوق المدينةالجديدة سبب هذه الظاهرة إلى ارتفاع أسهم الذهب بسوق البورصة، كذلك غياب المادة الأولية المتمثلة في سبائك الذهب التي لم يعد يتحصل عليها تجار الذهب منذ سنة ,86 حيث أصبحوا يعتمدون بشكل كلي على شراء الذهب المستعمل وصهره وإعادة تشكيله. أما تاجر آخر، فقد أعاد السبب إلى ارتفاع سعر الذهب بالوكالة الوطنية لتوزيع وتحويل الذهب والمعادن الثمينة التى كان يشتري منها تاجر الذهب مابين 2 و3 كيلوغرامات من الذهب، ليبيعها خلال شهر واحد على الأكثر، لكن ركود سوق الذهب هذه السنة، حتى خلال فصل الصيف المعروف بموسم الأعراس والمناسبات بسبب ارتفاع ثمنه، جعل كمية الذهب التي تُشترى من الوكالة لاتزيد عن نصف كيلوغرام، مما دفع بالعديد منهم ترك هذا النوع من التجارة، وإذا ارتفع سعر الذهب أكثر، سوف يزيد عدد المنسحبين إلى نسبة 50 بالمائة من العدد الإجمالي للتجار الناشطين بالسوق المحلية. من جهة أخرى، استطلعت ''المساء'' آراء المواطنين حول ظاهرة اِرتفاع سعر الذهب بوهران، لاسيما الشباب منهم والمقبلين على الزواج، حيث استنكر أحد المواطنين هذا الارتفاع الذي يتحكم فيه سماسرة يشعلون سوق الذهب بما يدر عليهم الأرباح الطائلة، أمام غياب الرقابة، حسب قوله.في المقابل، أجمع العديد من الشباب الذين اِلتقيناهم، على أنه قد حان الوقت لتفيكر العائلات الجزائرية في الاستغناء عن شرط الذهب أثناء تزويج بناتهن والاكتفاء بخاتم الزواج، لأن الارتفاع المستمر الذي يعرفه هذا المعدن الثمين لا يشجع أي شاب بسيط على دخول المغامرة. أما السيدة رابحة، فقد اعتبرت أن اشتراط العائلات الوهرانية للذهب عند تزويج بناتهن ليس للزينة فقط، إنما هو ضمان للفتاة التي تسعى لإقتناء ما يقدر عليه من قطع الذهب مهما كان مستواها المادي، لتأخذه معها إلى بيت الزوجية، لتتمكن من بيعه إن اضطرت، أو في حالة ما تعرض زوجها لضائقة مالية، والأمثلة كثيرة في هذا الخصوص داخل المجتمع الجزائري، كما تقول السيدة رابحة التي تؤيد رأي الشباب باعتبارها أم لديها أولاد عزاب، وتطالب من الجهات المسؤولة أن تنظر في مشكلة ارتفاع أسعار الذهب. أما السيدة هوارية، فقد اقترحت أن يستبدل شرط الذهب عند الزواج بالفضة الأقل ثمنا، كما هو متعارف عليه في منطقة القبائل، عملا بالمثل القائل: إذا غلا ثمن الشيء حله في تركه. وما يلفت الإنتباه بسوق المدينةالجديدة، انتشار محلات بيع المصوغات المقلدة للإكسسوارات التي لاتختلف عن الأصلية، إلا من ناحية القيمة المالية، مما فتح المجال أمام النساء لاقناء ما يلبي رغباتهن وبثمن في متناولهن، حسب إحدى السيدات التي صادفناها داخل محل لبيع المجوهرات المقلدة التي أكدت أن هذا النوع من المصوغات قد عرف إقبالا كبيرا لدى النساء اللواتي أصبحن يتزين به في الأعراس والمناسبات، بدلا من الذهب الأصلي الذي ارتفع ثمنه بشكل جنوني، ولم تعد النساء تتزين به كالسابق-.