نساء يلجأن إلى كراء حلي "البلاكيور" للتزين بها في الأعراس لجأت العديد من النساء خاصة في الأشهر الأخيرة التي قفز فيها سعر الذهب الى مستويات مذهلة إلى كراء حلي "البلاكيور" التي عرفت هي الأخرى زيادة في أسعارها للتزين بها في الأعراس. الإقبال على هذا المعدن البديل بقطعه المقلدة التي تنافس المصوغات الذهبية، أدى إلى انتشار واسع لهذا النوع من النشاط الذي يزاحم محلات المجوهرات، بعد أن أصبح ليس بمقدور العديد من النساء، بما فيهن العاملات، إقتناء أبسط قطعة ذهب، والأسعار وصلت إلى مستويات لا يمكن تصديقها، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، التي قفز فيها ثمن قطعة "لويز" واحدة من مجموع حزام الذهب المعروف باسم "لمحزمة" إلى أكثر من مليون سنتيم، والنوعية الرخيصة منه ذات الوزن الخفيف جدا إلى أكثر من 5000 دينار. إحدى زبونات محل بيع "البلاكيور" ببلدية الخروب (ذ. صباح) قالت لنا بأنها اضطرت إلى استعمال المعدن المقلد، لأن زوجها لا يمكن له أن يشتري لها الذهب، وهو بالكاد يسد حاجيات البيت من عمله اليومي الغير قار. وما تملكه من حلي لا يفي بالغرض من أجل أن تظهر بكامل زينتها في العرس العائلي الذي وجهت لها الدعوة لحضوره. وقد تعودت كما أسرت لنا على إعارة حلي أخواتها الذهبية، ولكنهن هن أيضا مدعوات لهذا العرس، وستحضره جميعهن، مما دفعها إلى كراء البلاكيور والذي عرفه هو الآخر إرتفاعا كبيرا في أسعاره هذه السنة، ومن أجل ذلك اكتفت بكراء قطعة من الأساور "مقياس" مقابل 200 دينار، وشاركت في الحوار زبونة أخرى كانت تنتظر دورها لإقتناء حاجتها من هذه الحلي فقالت بأنها أصبحت تضطر إلى كراء مجموعة كاملة بحوالي 1000 دينار، وهي تفي بالغرض، ولا يمكن لأي شخص أن يفرقها عن الذهب الخالص الذي لم يعد بإمكانهم شراءه. ومحل كراء "البلاكيور" الكائن ببلدية الخروب، ذاع صيته وزبوناته يقمن بالإشهار له عن غير قصد، من خلال توجيه جاراتهن وقريباتهن لكراء حليه التي تفي بغرض الظهور في الأعراس، والتباهي به وسط المدعوات، حتى ولو كان مجرد معدن أصفر مقلد. وقد أدى انتشار استعمال "البلاكيور" الذي وصل فيه تقليد حليه إلى مستوى لا يمكن كشفه بسهولة، إلى إمتناع نساء أخريات عن إعارة ذهبهن خوفا من تبديله، والمحاكم تشهد اليوم هذا النوع من القضايا. كما أن الكثير من الصاغة كانوا قديما وقبل أن تعرف أسعار الذهب هذا الغلاء يعرون دون مقابل زبائنهم الدائمين بعض القطع التي تنقصهم لإتمام الزينة الكاملة، وقد اختفت اليوم نتيجة عوامل كثيرة، كبعض حالات الغش، وتراجع الثقة. وللإشارة فإن غرام الذهب وصل هذه الأيام 7500 دج بعد كان السنة الماضية فقط 3000 دج ووصل نهار أمس في الأسواق العالمية أكثر من 1300 دولار للأونصة بعدما كان السنة الماضية 1100 دولار لنفس الوزن، وللعلم فإن الأونصة أو الأوقية وهي وحدة وزن قديمة مازالت مستعملة في البورصات وتساوي: 28.35 غراما. وبذلك يصبح الغلاء وارتفاع الأسعار وحدهما قادران على انتشار ظواهر لم تكن في الحسبان.