من المتوقع أن يشرع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس بزيارة إلى المنطقة قبل شهر أفريل القادم ضمن مساعيه الرامية إلى تسوية ملف النزاع في الصحراء الغربية. وقال احمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة عن استعداد المسؤولين الصحراويين لإعادة بعث مسار السلام في الصحراء الغربية وقال على هامش أشغال المؤتمر الثالث عشر للجبهة ان ''البوليزاريو على استعداد دائم للتعاون مع المنظمة الأممية من اجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي''. كما أشار الدبلوماسي الصحراوي إلى ان المسائل المتعلقة بآليات تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية ''أصبحت تشكل عنصرا في معادلة المفاوضات'' وقال ''ان هناك عودة قوية لمجلس الأمن من اجل الذهاب نحو الامور الجوهرية وحل عملي والمتمثل في تنظيم استفتاء لتقرير المصير وتحديد الهيئة الناخبة''. وأضاف ''ان الأممالمتحدة ترى بأن تقرير المصير يمر عبر استشارة الشعوب حول إرادتها وان الأممالمتحدة تقوم بعمل كبير في تحديد الهيئة الناخبة الصحراوية التي يجب استكمالها''. وجدد المسؤول الصحراوي رفض جبهة البوليزاريو مقترح الحكم الذاتي الذي تسعى الرباط إلى فرضه على الشعب الصحراوي وقال إن هذا المقترح قد تجاوزه الزمن. وأكثر من ذلك فقد أكد ان السلطات المغربية نفسها ''توصلت إلى قراءة واقعية تتمثل في ان مقترح الحكم الذاتي ليس السبيل المناسب لحل نزاع الصحراء الغربية''. وعاد بوخاري ليذكر بمقترح جبهة البوليزاريو الذي قال بأنه ''يشمل أيضا العرض المغربي في استفتاء يتضمن أيضا مسألة الاستقلال''، معتبرا المقاربة الصحراوية ''الأكثر إقناعا والأكثر قابلية للتطبيق'' باعتبارها تضم كل الخيارات المطروحة من استقلال واندماج وحكم ذاتي. وهو ما جعله يؤكد ان الخيار الاستراتيجي لجبهة البوليزاريو يتمثل في ''إعطاء الحل السلمي جميع فرص النجاح''، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان العائق الكبير الوحيد أمام نجاح هذا الخيار يبقى الموقف الفرنسي الذي لازال مستمرا في مساندة عمياء لاستراتيجيه التوسع التقليمي للمغرب على حساب جيرانه''. واعتبر الممثل الصحراوي في هذا الخصوص ان الموقف الفرنسي ''يؤخر تحقيق السلام في المنطقة'' رغم ان أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي ''ليس لديهم أي مشكل مع قيام دولة صحراوية حرة ومستقلة''. وخلص ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة إلى التأكيد بأن الظروف متوفرة للحفاظ على مفاوضات السلام بين المغرب وجبهة البوليزاريو في ''اتجاه صحيح وعادل''. وتأتي زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس في وقت استطاعت ان تحرز فيه القضية الصحراوية بعض الانتصارات الناجمة عن تغييرات طرأت على مواقف بعض الدول الكبرى. ومن بين هذه المواقف قرار الكونغرس الأمريكي بفرض شروط على المساعدة المالية العسكرية الممنوحة للمغرب الذي طالبه بضرورة احترام حقوق الإنسان. وهو القرار الذي وصفه وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك ب''التاريخي''. وقال ''نحيي القرار الأمريكي الذي يشترط احترام حقوق الإنسان لتقديم أية مساعدة عسكرية للمغرب''. وأكد رئيس الدبلوماسية الصحراوية أن هذا القرار يأتي في سياق يتميز ''بقمع للمناضلين الصحراويين من أجل حقوق الإنسان في المدن المحتلة''، مؤكدا أن السلطات المغربية تستمر في تنظيم محاكمات ''تعسفية'' في حق الصحراويين أمام محاكم عسكرية. ويأتي قرار الكونغرس الأمريكي تكملة للقرار الذي اتخذه نواب البرلمان الأوروبي الاسبوع الماضي بتجميد اتفاق الصيد البحري الموقع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بعدما أكدوا عدم شرعيته كونه يستغل ثروات شعب واقع تحت الاحتلال.