عاد الجنرال السوداني محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، أمس، إلى العاصمة دمشق لمواصلة مهمة بعثته رغم الانتقادات الحادة التي طالتها بعدم قدرتها على وقف موجة العنف المستفحلة في البلاد. وقررت الجامعة العربية منح بعثة مراقبيها إلى سوريا مزيدا من الوقت من أجل أداء مهمتها الرامية إلى وقف العنف وسط شكوك وانتقادات بخصوص قدرات هذه البعثة على أداء مثل هذه المهمة الصعبة في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها هذا البلد. وعاد الدابي إلى العاصمة السورية مباشرة بعد تقديمه لتقرير أولي ضمنه نتائج تحريات وعملية استقصاء دامت أسبوعين قام بها فريق الملاحظين في مختلف المدن السورية وبعد مناقشة اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري مضمون هذا التقرير الذي رصد بعض الأحداث بالصور والخرائط والمعلومات طالبت على إثرها الجامعة العربية دمشق وكل الأطراف المعنية بوقف فوري لكل أنواع العنف. كما طالبت الجنرال الدابي بتقديم تقرير شامل يوم 19 جانفي الجاري على أساس الجهود التي من المقرر أن تبذلها دمشق من أجل الإيفاء بالالتزامات التي تعهدت بها لاحتواء الازمة. ولكن التقرير قوبل بانتقادات حادة من قبل المعارضة السورية بقناعة انه ساوى بين ''الضحية والجلاد''. واتهمت حركة الإخوان المسلمين في سوريا الجامعة العربية ب''التغطية على جرائم نظام الرئيس بشار الأسد'' بعد قرارها بتمديد مهمة بعثتها رغم الانتقادات الحادة التي طالتها وعدم قدرتها على وقف حمام الدم المستمر في البلاد. وأعاب زهير سالم المتحدث باسم الجماعة على الجامعة العربية ''عدم الحديث عن أي مسؤولية للنظام السوري في قتل آلاف السوريين''. وذكرت صحيفة ''الوطن'' المقربة من النظام السوري أن بعثة مراقبي الجامعة العربية الذين وصل عددهم 165 ملاحظا واصلت مهامها حيث انتشرت في11 موقعا على الأراضي السورية التي تشهد منذ مارس الماضي احتجاجات مناوئة للنظام كما زارت سجن حماة المركزي. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في البعثة أن من بين المواقع الجديدة التي ستزورها، مدن القامشلي واللاذقية ودير الزور. وقال المسؤول أن البعثة تنظر ب''حسن نية'' إلى مطالبة البعض بالحصول على مساعدة فنية للبعثة من الأممالمتحدة. غير أن التخوف الدولي بدأ يتصاعد من انزلاق البلاد في متاهات العنف خاصة بعد العملية التفجيرية التي استهدفت قبل يومين وسط دمشق وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وهو الأمر الذي دفع بالعديد من المفكرين السياسيين التأكيد على ضرورة القيام بمعالجة سياسية شاملة لجذور الأزمة من أجل حقن الدماء وتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وفقا لما ورد في خارطة الطريق التي حددتها مبادرة الجامعة العربية. وفي هذا السياق، طالبت تركيا برحيل نظام الرئيس بشار الأسد ودعت المعارضة السورية إلى مواصلة حركتها الاحتجاجية بالطرق السلمية. مقابل ذلك أعرب البابا بنديكت السادس عشر عن أمله في إطلاق حوار ناجع بين الفرقاء السوريين داعيا لوضع حد فوري لأعمال العنف التي أدت إلى سقوط حوالي 5 آلاف قتيل منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس الماضي. وللتأكيد على استمرار الدعم الروسي لدمشق، جدد وزير الدفاع السوري داوود رجحا الترحيب بالموقف الروسي الداعم لنظام الأسد وذلك خلال زيارته لمجموعة من السفن الحربية الروسية التي كانت رست بميناء طرطوس بسوريا.