وضع أمس رئيس بعثة المراقبين تقريره الأول للنقاش مع لجنة الوزراء العرب حول سوريا، في اجتماع بالقاهرة، وسط جدل كبير بين أطراف تشكك في قدرة المراقبين على أداء مهامهم، وتدعو لسحبهم ورفع الملف السوري إلى مجلس الأمن، وهو التيار الذي يدفع في اتجاهه الغرب وتتبناه قطر، وبين من يدافع عن ضرورة منح المراقبين الوقت الكافي والتريث إلى غاية إنهائهم لمهامهم وتقديم تقريرهم النهائي الذي تتخذ على أساسه القرارات. رغم أن أمين العام للجامعة، نبيل العربي، رفض الانتقادات الموجهة لوفد المراقبين العرب المكلفين بتقصي الحقائق في سوريا، ورفض سحبهم وأصر على ضرورة موصلة البعثة لمهامها وتجنب إطلاق الأحكام المسبقة، إلا أن بعض الأطراف في الجامعة تسعى اليوم إلى تحريك الملف السوري نحو مزيد من العقوبات والتوجه نحو تدويل القضية. وقد وصل رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق محمد الدابي، إلى القاهرة وقدم أمس الأحد أول تقرير للبعثة إلى اجتماع اللجنة الوزارية العربية، على خلفية الأحتجاجات الدامية التي يشهدها البلد العربي منذ منتصف مارس الماضي. وقبيل ساعات من اجتماع رئيس البعثة بالجامعة، أعلن الفريق أول، السوداني محمد الدابي، رئيس بعثة المراقبين أن مهمة فريق المراقبين العرب في سوريا الذي يرأسه، بدأت للتو وقد تستغرق فترة طويلة وهي تشهد تعاوناً كافياً من النظام السوري. وقال الدابي، في مقابلة مع صحيفة أوبزرفر، أمس الأحد، “هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها جامعة الدول العربية بتنفيذ مثل هذه المهمة، والتي بدأت للتو ولذلك لم يتح لي الوقت الكافي لتكوين رأي”. واشتكى الدابي من الهجمات التي تعرض لها في وسائل الإعلام الأمريكية، وكذلك الاتهامات بأن بعثة مراقبي جامعة الدول العربية غير فعّالة وتقدّم ورقة توت لاستمرار القمع. وأضاف “لا أحد يستطيع أن يكون سعيداً مع مثل هذه التغطية”. وكان الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري، قد قال السبت: “إن بعثة المراقبين العرب لم تحقق أهدافها”، مشددا على أن دمشق “لا تنفذ بنود الاتفاقية التي وقعتها مع الجامعة بهدف وقف العنف”، في موقف يتجاوب مع دعوات أمريكية وأوروبية لتدويل القضية السورية. وأضاف الوزير القطري “سنستمع لتقرير البعثة ومن ثم ستقرر اللجنة العربية ماذا سنفعل”، مؤكدا أنه “من غير المقبول تواصل عمليات القتل في ظل وجود المراقبين لأن ذلك يعد تضييعا للوقت، وقد يجعل من الجامعة طرفا في الأزمة السورية”. وكشف الشيح حمد، الذي وصل القاهرة السبت، أن “الجامعة تسعى للحصول على المساعدة الفنية من الأممالمتحدة، من أجل تحسين عمل البعثة التي قوبلت بانتقادات واسعة لفشلها في وقف العنف في سوريا”. وفي السياق، نفى السفير عدنان الخضير، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن يناقش الاجتماع مسألة سحب بعثة المراقبة من سوريا”، موضحا أن “مثل هذا الأمر يقرره مجلس وزراء الخارجية العرب، كونه الجهة التي أقرت بروتوكول البعثة“. وكانت بعثة المراقبين قد بدأت مهامها بسوريا في 25 من الشهر الماضي بزيارة مدينة حمص، وبعدها تفقدت فرق البعثة مدن درعا وحماه وادلب ودمشق وريفها. ومن جانبه، أفاد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة، أن تقرير البعثة “سيشمل صورا وعددا من الخرائط والمعلومات التفصيلية والشاملة حول الأحداث التي شاهدها فريق المراقبين على أرض الواقع في سوريا واستعراض نتائج مهمتهم هناك”.