اتهمت سوريا الأربعاء، الولاياتالمتحدة بالتدخل في عمل الجامعة العربية، ووصفت تصريحات بعض مسؤوليها ب"التدخل السافر" في عمل البعثة وذلك على إثر اعتبار واشنطن أن دمشق لم تحترم التعهدات بشأن بعثة المراقبين. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية في بيان إن التصريحات الأمريكية "تسيء للجامعة العربية، لأنه تدخل سافر في صلب عملها وسيادة دولها ومحاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح"، وجاءت هذه الاتهامات بعد تصريحات مسؤول أمريكي بأن دمشق لم تحترم التعهدات التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة إلى سوريا، مؤكدا أنه "آن الاوان فعلا" ليتدخل مجلس الأمن الدولي "لزيادة الضغط" على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "قلنا بوضوح إنه إذا لم تطبق مبادرة الجامعة العربية يجب عندها على المجتمع الدولي أن يبحث في إجراءات جديدة لإرغام النظام على وقف العنف بحق شعبه"، في حين رد عليه الناطق باسم الخارجية السورية أن "سوريا ليست بوارد تقديم حساب لأمريكا حول مدى الالتزام من عدمه ببروتوكول أمريكا ليست أصلا طرفا فيه بل هي طرف في إذكاء العنف عبر التحريض والتجييش". وفي سياق متصل أعلن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة السورية، الثلاثاء، رفضه ورقة التفاهم الموقعة مع هيئة التنسيق الوطنية في سوريا، المجموعة المعارضة، وأكد أنه "لم يوافق على ورقة التفاهم مع هيئة التنسيق لتعارضها مع برنامجه السياسي ومطالب الثورة في سوريا"، مضيفا أن المكتب التنفيذي "دعا بإجماع أعضائه إلى تبني وثيقة جديدة يتقدم بها المجلس الوطني إلى القوى والشخصيات السياسية تنبثق مما أقره مؤتمر الهيئة العامة في تونس وتعبر عن مطالب شباب الثورة". من جهتها أعلنت منظمة سورية معارضة غير معروفة حتى الآن تطلق على نفسها اسم "حركة مناهضة المد الشيعي في سوريا" خطف خمسة إيرانيين"، وأوضحت أنها "أخذت على عاتقها مهمة كشف وضرب كل أشكال الدعم والمساندة التي تقدمها كل من إيران وحزب الله إلى النظام المجرم". ولدراسة ومناقشة التقرير الأول لأعضاء البعثة العربية داخل سوريا ستجتمع الجنة الوزارية العربية في جامعة الدول العربية يوم السبت المقبل، وستقيم مدى التزام دمشق بالمبادرة العربية لحل الأزمة وبمشاركة رئيس البعثة الفريق أحمد الدابي، وسط اتهامات باريس التي وجهتها لدمشق والتي قالت إنها قامت بخداع البعثة وجددت دعوتها للرئيس بشار الأسد إلى الرحيل عن منصبه، مؤكدة أنها تعمل وبالتعاون مع الأسرة الدولية لتشديد العقوبات وهي الجهود التي تعرقلها روسيا.