اختتمت نهاية الأسبوع برواق محمد راسم بالعاصمة فعاليات المعرض التشكيلي ''هويات''، بمشاركة كوكبة من الفنانين الذين استعرضوا ابداعاتهم في مجال الفن المعاصر. في حديثه ل''المساء''؛ أشار السيد عبد الحميد لعروسي، رئيس الاتحاد الوطني للفنون الثقافية، إلى أن المعرض كان متميزا يبرز التطور الحاصل في مجال هذا الفن ببلادنا، علما أن الابداع فيه يتم وفق أساليب عملية وبيداغوجية تعكس قوة التكوين العلمي لهؤلاء الفنانين الذين يمثل الشباب منهم السواد الاعظم. المعرض مهم - حسب السيد لعروسي- وذلك لأنه تم إدخال الوسائل السمعية - البصرية عليه، حيث نصبت فيه أزيد من ? أجهزة فيديو، إذ أن بعض ابداعات هؤلاء مسجلة وتعرض مباشرة على شاشة الحائط العملاقة. من بين من شارك في معرض ''هويات'' الفنانة عديلة موح التي اقتطعت مشهدا لامرأة عجوز تغير ملابسها باستمرار وتعطي لهذه الحركة قراءات متعددة، كذلك الحال مع فنان شاب آخر اختار لقطة من فيلم ''المفتش الطاهر''، حيث كان هذا الأخير في حوار مفتوح مع نفسه ليعيد عرضها تكرارا كي يعطي المجال لقراءات وملاحظات عديدة على نفس اللقطة، وهو الأمر الذي يعكس نظرية أن الفن المعاصر اليوم هو التشكيل بطريقة أخرى مختلفة. من ضمن الابداعات المعروضة مجسم للفنان بن شيخ الف?ون ويمثل جسد رجل مكون من ألياف نحاسية رقيقة معلق من السقف ومتدليا إلى الأسفل مستعملا ''التقنيات المتداخلة'' وأعطى لمجسمه عبارة ''الهوية بين الجسم والروح''. نوال حاوي وفيروز خلادي قدمتا ''الهودية حوار دائم بين الرمز والتاريخ''، حيث عرضتا جلابة رجالية مصنوعة من القماش عليها خطوط متعددة الألوان بشكل عمودي رسمت عليها عبارات أسطورية وبعض الرموز البربرية. نسيمة صالحي قدمت مجسما بعنوان ''القرداش'' يضم ?? قرداشا (آلة نسج تقليدية) كل قرداش به مسامير في وسطه تمثل حرفا من الحروف اللاتينية. شارك في المعرض فنان من الكونغو يدعى ''جو أوكيتا ونيا'' قدم عدة لوحات فنية رآها بعض الفنانين قمة في الابداع منها لوحة ''المرأة الحامل'' التي تزين بطنها المنتفخ ألوان وخطوط زاهية تعبر عن الحياة وبأطرافها كتابات رقيقة تكاد لا ترى تشبه الطلاسم وبرجليها وفخذيها مقالات مكتوبة مقصوصة من الصحف ذات مواضيع مختلفة. عن المرأة دائما؛ عرض الفنان لوحة تبرز امرأة في جزئها العلوي تتداخل ظفائرها مع أثدائها كرمز للتكامل بين الأنوثة والأمومة، كما احتوت أجزاء من جسمها على قصاصات الصحف وأيضا على صور فوتوغرافية تبرز حياة واهتمامات المرأة عبر أصقاع العالم من الطفلة الصغيرة إلى العجوز. لوحة أخرى لهذا الفنان تحوي قطعة قماش مطرزة بالأحجار تمتمد إلى خارج إطار اللوحة لتتدلى أرضا وباللوحة مقاطع شرعية، وبعض الحكم والمواعظ (مكتوبة بالفرنسية) منها مثلا ''البيت بدون امرأة ملجأ للشيطان'' آخر لوحة قدمها ''جو'' تبرز نضال المرأة عبر العالم خاصة بإفريقيا السمراء ورسم في إحدى زواياها علم بلده الكونغو وعلم الجزائر وسماها ب''الذاكرة في البشرة''. الفنان جمال أ?انيا كان أكثر بساطة وعرض عربة حديدية تشبه تلك التي كان يركبها الأطفال في أزقة أحياء الجزائر القديمة والتي كان يستعين بها بعض التجار أيضا لنقل الحبوب والسلع وأعطاها عنوان ''الجولة ب ?? دج''، أما مهدي جليل فاستعاب بأنواع مختلفة من الصخور والأحجار والأعشاب كالقش مثلا وأحيانا المعدن لينجز بعض الحيوانات اصطفت في وسط الرواق أرضا. للتذكير؛ فإن المعرض من اقتراح الاتحاد الوطني للفنون الثقافية وبمبادرة من مؤسسة ''فريد ريش إيبار'' وهو يقدم مهارات فنانين أغلبهم من المدرسة العليا للفنون الجميلة، والذين يعكسون التكامل بين عدة ورشات فنية (وورك شوب) مستعملين عدة أساليب فنية (القماش، الفيديو، المجسمات، النحت والتصوير).