اسم فني يتوهج في الكثير من الأعمال الفنية الناجحة للعشرات من الأصوات الجزائرية في مختلف الطبوع الغنائية، أغلب الأعمال التي أشرف على تلحينها صنعت نجومية العديد من المطربين ورفعت أكثرهم إلى مصف نجم السنة في السنوات الفارطة، إنه الملحن والموزع الموسيقي الكبير توفيق عامر الذي استضافته ''المساء''، حيث قال الكثير لقرائها... ''المساء'': توفيق عامر... اسم فني فرض نفسه بقوة، ما السر وراء هذا الحضور القوي جدا؟! توفيق عامر: أنا أهيم عشقا بهذه المهنة، فقد اخترتها منذ نعومة أظافري، فقد كنت أبلغ ست سنوات عندما كنت في مخيم صيفي مع أترابي، مرضت ونقلت للمستشفى، عندما جاء والدي لزيارتي أحضر لي معه آلة »قمبري« مغربية لأستأنس بها خاصة أن قدمي انتفخت واضطررت للمكوث هناك، حيث كنت أعزف ليلا لامرأة كبيرة في السن كانت تحرسنا، أغنية »الليل الليل يامانة«، وكانت تطلب مني أن أعزف لها، وبعدها أحضر لي والدي »قيتار« وبدأت تعلُّم العزف عليه، طبعا كنت قد خرجت من المستشفى وبعدها انتقلت لتعلم العزف على »الهرمونيك« وواصلت العزف على كل الآلات الموسيقية الموجودة، إلى أن بلغت الاحتراف على آلة البيانو، ودرست الموسيقى بالمعهد الوطني ثم واصلت البحث في الموسيقى العربية ونلت الجائزة سنة ,1989 إذا هي رحلة حب كبيرة والآن وبعد مرور كل هذه السنوات أصبحت مجنونا بالفن وغدا الفن كل حياتي. - أعمالك الفنية تؤكد أنك قطعت شوطا من البحث في مختلف المجالات! * لاشك في هذا، فرحلتي في البحث لازالت متواصلة، حيث قمت سابقا بإنجاز مقارنة بين طبوع الموسيقى العربية وهرمونيا الموسيقى الأجنبية ونال هذا البحث جائزة ونجاحا كبيرين ايضا، كما عملت من جهة أخرى على تعلم تقنيات عالية في الإعلام الآلي، لأنني علاوة على عملي كملحن ومهذب أصبحت أعتمد على نفسي في تركيب الموسيقى في الاستوديو وهو العمل الذي احتاج مني لجهد كبير لأننا لا نمتلك مدارس خاصة في هذا المجال ولا نملك حتى مختصين، حيث ساعدني في تعلم موسيقى الكمبيوتر عبد الغني تركي. - سنوات طويلة قضيتها مؤخرا على فراش المرض، تألمت كثيرا.. كيف تصف تلك الفترة؟! * يا الله... إنها من أصعب مراحل حياتي، تصوري أن الطبيب المعالج قال لي»ستموت« قريبا،،، حينها كنت على كرسي متحرك، لم يكن باستطاعتي حتى حمل ابنتي الصغيرة، والدتي تعذبت كثيرا لحالي وكذا أهلي، تدهورت صحتي ومعها ظروفي المادية لم أجد يومها سوى شخص واحد من القافلة التي أعرفها وقدمت لها الكثير.. وأكثر ما حزّ في نفسي أن هؤلاء لم يحمّلوا أنفسهم حتى عناء حمل سماعة الهاتف للسؤال علي... إنها تجربة مريرة فضحت لي الكثير لكن الحمد لله قلبي لم يقس. - هل غيرت هذه التجربة تصرفاتك؟! * كما قلت، لازلت أحب مساعدة الآخرين وكل من يطرق بابي لا أرده، لكن ليس من السهل أن تهضم فكرة أن الاشخاص الذين أعطيتهم وقتك... شبابك وحتى صحتك بحكم أني قليلا ما أنام بسبب ارتباطاتي المهنية وضرورة تقديم الألحان في وقتها والجلوس مع المغني، كل هذا لم يشفع لي للأسف، لكنني بشهادة الجميع لم أتغير، لكن أقول »مازلني أعلى ديداني« والحمد لله. - صوتك رخيم.. لماذا لاتغني... تستحق لقب فنان متكامل؟ * في الواقع طلب مني الكثير من الأصدقاء أن أقدم ألبوما كاملا من أعمالي، إلا أنني أفضل أن أترجم أحاسيسي من خلال الألحان والتوزيع الموسيقي، وأجد متعة كبيرة في سماعها بصوت مطرب آخر، رغم أن بعض الأغاني تقدم بمستوى أقل بكثير مما يجب أن تكون عليه، لكن للأسف هناك تتوقف طاقة المؤدي، كما أنني أفضل أن تقسم المهام الفنية على مجموعة من الأشخاص لتكون النتيجة ايجابية، لكن فكرة الغناء قائمة، فربما سأقدم مفاجأة خاصة لأبناء بلدي، رغم أنها مسؤولية صعبة ورسالة أصعب. - ماذا عن جديدك بعد الشفاء والعودة؟ * لقد طرقت المطربة نادية ريان التي أطلقت عليها اسم »المربوحة« بابي، وشعرت أننا سنرتاح في العمل سويا ولدينا الكثير لنقدمه للمستمع الجزائري، ومن بين الأعمال المسطرة ألبوم عاصمي ''عراسي'' وهو جزائري 100? وعمل فني آخر وهو لون جديد يقبله المشرق والغرب أيضا وهو مزيج بين الحضارات يطلق عليه اسم »الرا?ا«، خاصة أن نادية لديها طبقات صوتية مميزة، علاوة على تلحيني لموشحين تؤديهما على طريقة الديو مع الدكتور نسيم الدقم مؤسس فرقة القدس بباريس، وكلاهما يتحدث عن القدس، فالأول من كلمات نزار قباني والثاني للشاعر الجزائري مفدي زكرياء. - ما هو الجديد الذي أضفته للموشح؟ * رائع.. للموشح قانون خاص، إلا أنني عملت على كسر ذلك القانون من خلال إدخال »الاياياي« الصحراوي الجزائري في الموشح بغرض التعريف بالفن الجزائري للعالم العربي والغربي، على حد سواء، وقد قمت بعرض هذا العمل على أدباء مصريين وفرنسيين فلاحظت الحيرة على وجوههم، علما أن الموشح الأول وزعته على 4 مقامات والثاني على 5 مقامات. - القبعة واللباس الرياضي.. ما سر اختيارك لهذه الطلة؟ * يبتسم... بالفعل لدي 17 سنة كاملة منذ أن وضعت القبعة »الكاسكيت« على رأسي أجد نفسي مرتاحا كثيرا بها، أما بالنسبة للباس الرياضي فيعود لطبيعة عملي فوجودي بالاستوديو طيلة اليوم وتحركي بين أجهزة الكمبيوتر وعملي كمهندس صوت أيضا يتطلب مين الكثير من الحركة وأجدني مرتاحا فيها. - بلغة الحسابات، خلال السنوات الفارطة، كم نجاحا كنت تحصد في السنة؟! * كنت أحصد ما بين 12 و15 نجاحا، في السنة في كل من الراي والأغنية القبائلية من خلال صوت حسان، عقيل، نعيمة الدزيرية والعشرات من الأصوات الرائدة التي نالت النجومية. - ألا توافقني الرأي أن الساحة الفنية عرفت تراجعا رهيبا؟ * ليس تراجعا فحسب، ففي السابق كانت الساحة الغنائية تنجب النجوم والآن هي تلد المفرقعات، علاوة على مشكل القرصنة الذي بتنا نحصد أشواكه، حيث قضت على الروح الابداعية فالمغني ليس له حق فيما أبدع وقدم، وأكثر المتضررين هو الملحن والمؤلف اللذان أصبح حقهما مهضوما رغم الدور الفعال الذي يلعبانه، ففي الوقت الراهن الكاسب الوحيد هو دور النشر، كما أن 70? من المغنيين يعرفون الطبوع ويتعلمون في الأعراس. - ما هي أحب أعمالك إليك! * لدي عملان، أغنية »مازلني أعلى ديداني« التي قدمتها المطربة الكبيرة، ماجدة الرومي والتي قالت إنها أحلى أغنية سمعتها أذناها، وأغنية »آه يادنيا« التي ستقدمها نادية ريان في ألبومها الجديد. - ما هو الوقت الذي تستغرقه في تلحين أغنية؟ * لدي 37 سنة كاملة في هذا الميدان، في الواقع يمكنني تلحين 8 أغان خلال ساعة واحدة، كما لحنت ألبوم ''ماسي'' خلال نصف ساعة ويضم 6 أغان يومها اتصلت به وأخبرته أن عملية التلحين تمت فقال لي هل أنت جاد في حديثك؟! كما لحنت أغنية »مازالني أعلى ديداني في 10 دقائق فقط. - ما هو مبدؤك في الحياة ؟ * هو أن أتعلم من الجميع وأن لا أحتقر أي شخص مهما كانت صفته، أحترم الجميع وأعشق التواضع. - كيف هي علاقتك مع كبار الملحنين؟ * لدي مثال أقوله، عمي الشريف قرطبي رحمه الله أطلق علي اسم محبوباتي الصغير. - أمنية : * أطلب من الله الكريم الصحة والشفاء فهذا أهم شيء بالنسبة لي وأطلب من وزيرة الثقافة أن تمد لنا يد المساعدة للإبداع، فلدينا الكثير لتقديمه كما أنني أرفض تقديم هذا الكثير الفني للأجانب رغم أنهم يطلبونه بقوة، ولدي جملة من المشاريع الفنية التي تعرف العالم بالجزائر.