استطاع أن يضع لذاته قاعدة قوية في ميدان الموسيقى الروحية من خلال قصبة جاز التي تفرد بها، وقدم العديد من الأعمال الفنية التي أكدت نجاحه في هذا الاختيار، كما يستعد قريبا لتقديم صوت الصمت، وهو الألبوم رقم خمسة في مشواره القصبوي، ''المساء'' التقته ونقلت لكم هذا الحوار... ''المساء'' : حدثنا عن جديدك؟ محمد روان: قريبا سيصدر ألبومي الجديد الذي اخترت له عنوان ''صوت الصمت''، وهو عبارة عن عمل فلسفي يبين أن للصمت صوت في كل مكان كما قال المرحوم الهاشمي روابي '' نحن صوت والهوى يتكلم''، ففي بعض الأحيان نلجأ إلى تمرير الرسائل بدون كلام. - ما هي الآلات الموسيقية الأقرب إليك؟ -- أعزف على الموندول والقيتار وهما الأقرب والأفضل عندي. - ما هي الرسائل التي تحملها قصبة جاز؟ -- رسالة قصبة جاز هي توحيد القلوب والبر والمحبة بين البشر، وقد عزفت موسيقى الحب والسلام عندما مثلت الجزائر بأكاديمية فريديرك شوبان ببولونيا، وهي الأكاديمية الخاصة بتخرج الدكاترة الموسيقيين، وقد كان الإعجاب بها كبيرا، خاصة أنني عصامي موهوب لا أحمل شهادة، إلا أنهم شهدوا لي بأنني أعزف على طريقة العظماء، ولا أخفيكم أنني عند العزف أجمع بين الصدق، الإحساس، التركيز، الإيقاع والانسجام، وهي نعم من المولى تعالى. - تقضي معظم أوقاتك بمحلك الخاص ببيع الآلات الموسيقية، فماذا يمثل بالنسبة لك هذا المكان؟ -- هذا المحل هو الخلوة التي أستقبل فيها إلهامي وأوضف إحساسي للحصول على مقطوعة بمستوى طموحي، وهنا أجد أيضا متعة العزف الراقي. - ما هي ميزة الموسيقى الروحية؟ -- هذا النوع من الفن يعتمد على العزف في التركيز وعلى الإحساس، وبالتالي يحضر الإلهام، باعتبارها ألحانا فقط ولا تعتمد على أشعار وكلمات، وبالتالي الإحساس سيد المواقف في إثبات القدرات والطاقات للعازف، وكذا إيصال الرسائل. - ما هي البصمة التي وضعتها في أعمالك؟ -- أعتمد على التنويع، فمن كل أقطار العالم اخترت مقطعا موسيقيا إلا أن البصمة التراثية الجزائرية المتمثلة في الموندول تطغى على كل أعمالي، فمن الموسيقى التركية، الباكستانية، الهندية، الإسبانية، إلى الجاز والبلوز اشتغلت وجعلت الكويترا والموندول قائد الجوق. - كم عدد عازفي قصبة جاز؟ -- ليس لدي عدد محدود، فيمكن أن أعزف لوحدي كما يمكن أن يشاركني العزف 10 أفراد أو أكثر أو أقل، وأغلب العازفين من جنسيات مختلفة، فهناك ريمي من أمريكا وديدي مارتن عازف على السكسوفون من فرنسا وسارج لوبينز على القيتار، عمر البشير من العراق وروجيه من لبنان، الى جانب عازفي عود جزائريين. - هل تختار الموسيقيين من خلال قدراتهم وشهرتهم أم لسبب آخر؟ -- لا تهمني مهارة هؤلاء العازفين ولا حتى شهرتهم العالمية أو مستواهم الإبداعي، بقدر ما يهمني ويشدني الصدق في الإحساس عند العزف والتركيز والانسجام مع المقطوعة الموسيقية وايصال الرسالة، فمن الممكن أن يكون العازف ماهرا وقلبه فارغا ومن الممكن أن يكون عازفا مبتدئا وموهوبا ويعطي احساسا وتركيزا وانسجاما مذهلا. - كلمة أخيرة؟ -- للفنان حلم بلا حدود وأمنيتي أن يطرح الله البركة في أعمالي وأن أجد المحيط الإعلامي المناسب الذي يقدمه للجمهور في الثوب الذي أستحقه.