هل جاء الانتصار الأول الذي حققه نصر حسين داي أمام شبيبة بجاية متأخرا، أم هو بداية لاستفاقة حقيقية للاعبيه في البطولة؟ ذلك هو التساؤل الذي وجدناه على ألسنة أنصاره الأوفياء الذين لا يزال الأمل يراودهم في رؤية فريقهم يبتعد عن منطقة الخطر التي يتواجد فيها منذ انطلاق المنافسة. وبغض النظر عن الحظوظ الضعيفة التي تملكها النصرية لتحقيق هدف البقاء ضمن الرابطة الاحترافية الأولى، فإن الاستفاقة المسجلة أمام شبيبة بجاية من شأنها ان تخلق أجواء مريحة في صفوف الفريق وستشجع لاعبيه على بذل مجهودات إضافية، لا سيما وان المدرب شعبان مرزقان عمل في هذا الاتجاه منذ استلامه العارضة الفنية، حيث قال في نهاية المباراة ضد بجاية: '' كان لا بد علي ان أضع اللاعبين في وضع مريح لا يشعرون فيه بالضغط الذي انتابهم منذ ان بدأ الفريق يسجل الإخفاقات، ومثلما شاهدتم اليوم، فإن عناصري لعبت بتركيز كبير ولم تتسرع كثيرا في البحث عن فتح باب التسجيل اذ كان عليها قبل كل شيء دراسة خطة اللعب التي انتهجها المنافس قبل البحث عن نقاط ضعفه ومن ثم الضغط عليه داخل منطقته''. وكعادته فضل مرزقان الاعتماد على العناصر الأكثر جاهزية من الناحية البدنية لمواجهة تشكيلة '' يما قورايا''، بدليل أنه لم يتوان في إقحام دراجة مكان اللاعب الفذ زروقي بعد ان لاحظ ان هذا الأخير قل مردوده بعد مرور ثلاثين دقيقة عن اللعب، فضلا عن وضعه الثقة في اللاعبين الشباب أمثال المهاجمين خثير وأوحدة والمدافع مرباح الذي فاجأ الحاضرين في ملعب 20 أوت باندفاعه البدني ورغبته في فرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية، ويبدو ان بدايته معها كانت موفقة بعد أن صاحب هدف الفوز الذي سجله بقذفة قوية نفذها عن طريق مخالفة مباشرة... إلا أن مرزقان رفض التسرع في تقييم الاستفاقة التي حققها فريقه لما قال: '' من السابق لأوانه القول أن نصر حسين داي استرجع كل قواه لأن هذا الفوز سيسمح لنا فقط باستعادة أنفاسنا ومواصلة المنافسة بثقة، لكن ما يمكن قوله ان اللاعبين بدأوا يستوعبون النصائح والتعليمات التي أوجهها لهم خلال الحصص التدريبية أو قبل مباريات البطولة وكنت مركزا بشكل خاص على ضرورة إدراكهم ان نصر حسين داي يعد ناديا عريقا وكبيرا ولا يمكن أن يعيش هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها''. وأكيد ان هذا الانتصار سيشجع لاعبي الفريق على الاستعداد جيدا للجولة القادمة التي ستقود الفريق إلى الشلف رغم ان مهمته تبدو صعبة للغاية امام تشكيلة شلفاوية عادت بقوة في الفترة الأخيرة، مثلما يؤكد ذلك انتصارها البارع أول أمس بقسنطينة على حساب الشباب المحلي.