دعت جبهة البوليزاريو منظمة الأممالمتحدة الى تحديد إطار زمني لتنظيم استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره·ويأتي مطلب البوليزاريو قبل أيام من تمديد مجلس الأمن الدولي مهمة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" والتي تطالب السلطات الصحراوية بتوسيع صلاحياتها لتشمل حماية حقوق الإنسان· واعتبرت البوليزاريو على لسان محمد خداد منسق الجبهة مع المينورسو، أن أي تأخير في تحديد هذا الإطار الزمني سيمنح مزيدا من الوقت للمغرب لترسيخ احتلاله للصحراء الغربية لاسيما في ظل إصراره على تطبيق مخططه للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع· وقال خداد في مقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" في طبعتها الأوروبية نشر نهاية الأسبوع، أنه وحتى لا يكون تجديد الولاية في كل مرة لخدمة الأغراض المغربية فإنه من المهم "توسيع صلاحيات المينورسو" في انتظار تنظيم الاستفتاء حول تقرير المصير بكيفية تمكنها من فرض احترام حقوق الإنسان وتحديد جدول زمني لتنظيم استفتاء عادل يمنح من خلالها الشعب الصحراوي فرصة تحديد مستقبله وفقا لقرارات الأممالمتحدة"· وليست هذه المرة الأولى التي تطالب فيها جبهة البوليزاريو بتوسيع صلاحيات بعثة "المينورسو" لتشمل حقوق الإنسان بعد أن تمادت السلطات المغربية في انتهاكاتها لأدنى حقوق الانسان بعد ان كثفت اعتقالاتها وضرب وإصدار أحكام جائرة ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة· لكن دعوات "البوليزاريو" لم تلق أذانا صاغية لدى مسؤولي المنظمة الأممية بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها منظمات حقوقية بشأن تدهور وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وتقاطع مضامين عدة تقارير أصدرت في هذا السياق وأكدت كلها على خطورة الوضع· وذكر المسؤول الصحراوي بالهدف الذي شكلت لأجله بعثة "المينورسو" في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره عن طريق تنظيم استفتاء شعبي حر ونزيه· ولكن مهمة البعثة الأممية التي كان يفترض أن تكون "محدودة زمنيا" لارتباطها بمسألة تنظيم الاستفتاء لم تتمكن وبعد مرور17 سنة من انشائها من أداء هذه المهمة بسبب الجدل الذي أثارته الرباط حول هوية الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء في مناورة كانت تهدف من خلالها إلى تعطيل مسار الاستفتاء· وأوضح خداد أن المغرب وطيلة هذه الفترة عمل على ترسيخ الضم غير الشرعي للصحراء الغربية وفي الظهور بمظهر الحليف للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب لتوظف هذا المعطى في زيادة القمع ضد الشعب الصحراوي· ودليل ذلك مواصلة حكومة الاحتلال المغربية في الآونة الأخيرة لحملات القمع المسلط ضد الصحراويين في المدن المحتلة تزامنا مع مباشرة العملية السلمية التي تشرف عليها منظمة الأممالمتحدة دون أي حرج· واعتبر القيادي في جبهة البوليزاريو أن الدعم الذي تحظي به الرباط من قبل باريس مكن المغرب من أن يجعل من قضية الصحراء "مجرد موضوع نقاش" في الأممالمتحدة وتمكن من خلالها من "التنصل من الاتفاقات الموقعة مع الطرف الصحراوي وأدار ظهره لكل الالتزامات السابقة وبقي يتعامل مع قرارات المنظمة الأممية بازدراء"· وقال المسؤول الصحراوي بتمسك البوليزاريو بخطة السلام المدعومة من قبل منظمة الأممالمتحدة في 1991 والتي اتفقت عليها كل من المغرب وجبهة البوليزاريو والتي نصت صراحة على تنظيم الاستفتاء باعتباره المرحلة الأخيرة من العملية السلمية· وتزامنا مع مطلب جبهة البوليزاريو في تحديد اطار زمني لتنظيم الاستفتاء نددت العديد من المنظمات غير الحكومية الفرنسية والصحراوية الواقع مقرها باريس نهاية الاسبوع بتوقيف المناضل الصحراوي المدافع عن حقوق الإنسان النعمة أصفاري من طرف اجهزة الامن المغربية· وأعلنت الجمعية الفرنسية لرجال القانون "الحق التضامن" وجمعية أصدقاء جبهة البوليزاريو وجمعية الصداقة والتضامن مع شعوب افريقيا وعائلات السجناء والمفقودين الصحراويين، أن النعمة أصفاري "المعروف بفرنسا لنشاطاته المكثفة في الدفاع عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية قد تم توقيفه يوم الأحد الماضي بمدينة مراكش المغربية"· ودعت هذه المنظمات الحكومة الفرنسية إلى التدخل لدى السلطات المغربية لإطلاق سراح النعمة أصفاري وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير في ظل احترام لوائح الأمم المتحدة·