راسلت المديرية العامة للأمن الوطني كافة مديرياتها بالولايات التي تشهد حاليا اضطرابات حادة في الأحوال الجوية باتخاذ إجراءات عاجلة تقضي بنقل المتشردين والأشخاص بدون مأوى عبر مختلف الأحياء والبلديات. وتشير المراسلة إلى تخصيص المديرية لأماكن محددة تم توفيرها بشكل عاجل ومؤقت وتتمثل في شاليهات جاهزة منها عشرة شاليهات بولاية الجزائر وحدها ومثلها بكبرى الولايات بشرق وغرب الوطن والتي تسجل أكبر عدد من المتشردين والأشخاص دون مأوى. وخصت النشرية الاعوان العاملين ضمن الافواج الليلية بضرورة التركيز اثناء عملهم وتقفي آثار المتشردين والاشخاص من دون مأوى والذين لا يمكن تحديدهم بشكل دقيق إلا اثناء الليل. كما تأمر النشرية مصالحها بضرورة الاصرار ولو بالقوة في حال رفض أي شخص معني التنقل رفقة مصالح الامن نحو الوجهة التي تم تحديدها حيث سيتم الاعتناء بهم بشكل مؤقت إلى حين تحسن الاحوال الجوية وتحويلهم إلى مراكز متخصصة أو مصالح استشفائية. ويأتي هذا الاجراء الاستعجالي عقب الاكتظاظ الذي تعرفه حاليا مختلف مراكز الايواء والاستقبال ومراكز العلاج النفسي والعصبي بعدد من الولايات حيث استقبلت عشرات الحالات خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية منهم من المتشردين ومنهم اشخاص دون مأوى وحتى عائلات منكوبة أو مهددة بانهيار منازلها مما استدعى نقل اقامتها بشكل مؤقت نحو هذه المراكز التي تتوفر على كافة الضروريات الخاصة بإقامة الاشخاص بشكل مؤقت. وقد وجدت مصالح الامن صعوبة في نقل عدد من الاشخاص نظرا للاكتظاظ الذي تشهده بعض المراكز بكبرى الولايات على غرار العاصمة ووهران والبليدة..وهو ما جعلهم في وضعية حرجة حيال التصرف مع هذه الفئات خاصة منهم المصابين باضطرابات عقلية والذين يتصرفون بشكل عدواني يحول دون اعادة تسريحهم في حال ما اذا تعذر على مصالح الامن ايجاد مأوى لهم. وبإمكان مختلف الدوريات الامنية التكفل بشكل مباشر بالمتشردين والاشخاص دون مأوى ونقلهم نحو أماكن محددة خصصتها المديرية العامة للأمن الوطني بشكل استثنائي ومؤقت لحل اشكالية الاكتضاض وبالتالي أداء مهامها على اكمل وجه ..علما انه وفي هذه الحالات لا يمكن الاستغناء عن مصالح الحماية المدنية وامكانياتها وكذا فرق الاسعاف الاجتماعي والتي كانت ترافق مصالح الامن في حملات جمع وتحويل هذه الفئات الهشة من المجتمع نحو مختلف المراكز والمصحات. للعلم فقد تم تخصيص عشرة شاليهات جاهزة من النوع الكبير بولاية الجزائر وحدها في شكل موقع خاص ببلدية الابيار تتسع لأزيد من 150 فردا وتم تجهيزها بمختلف الامكانيات المادية والبشرية اللازمة من عيادة تضم اطباء وممرضين ومطعم مجهز بوسائل خاصة وطباخين إلى جانب مراقد دافئة زادها تضامن المواطنين والعائلات حرارة وهم الذين لم تنقطع تبرعاتهم، منذ ان شرع في تجهيز الموقع من الافرشة والأطعمة وتشير آخر الارقام التابعة للمديرية العامة للحماية المدنية إلى انه ومنذ اجتياح موجة البرد والامطار المتبوعة بالثلوج عددا من ولايات الوطن تم نقل ما لا يقل عن 200 شخص نحو مراكز الاستقبال والمستشفيات وكذا المراكز التابعة للهلال الاحمر وذلك عبر 11 ولاية مستها الاضطرابات وهم غالبا متشردون واشخاص دون مأوى وعابرو السبيل ممن وجدوا انفسهم محاصرين بالامطار والثلوج بكثير من المناطق، بالاضافة إلى عدد لا بأس به من العائلات المنكوبة التي استدعت الظروف ايواءها بشكل عاجل في احدى هذه المراكز، مما أحدث اكتظاظا غير عادي، في حين تم اكتشاف جثة كهل بالعاصمة واخرى لشاب بوهران يرجح ان سبب وفاتها البرد القارس.