عقد السيد عدي الخير اللّه يوم أمس ندوة صحفية بنزل ''الهنا'' بوهران تعرض فيها إلى العديد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية الجزائرية-العراقية، موضحا أن الوضع في العراق ليس كما تصفه الكثير من وسائل الإعلام العربية خاصة بعض القنوات الفضائية التي لا يهمها أن يتطور العراق وأن يحقق التنمية التي يبحث عليها. وأكد السفير العراقي أن علاقة الجزائر مع العراق هي علاقة شعوب وليست علاقة أنظمة وأن الشعب الجزائري متفهم لكل ما يجري في العراق وللعراق. السيد الخير الله أكد بأن الكثير من الدول لا يهمها أن ينمو العراق بل أن يبقى الوضع على ما هو عليه إلا أن العراقيين اثبتوا بأنهم قادرون بأن يكونوا إشعاعا لكل الأصدقاء والأشقاء وحتى الأعداء كون العراق هو الدولة الوحيدة التي تعاقبت عليها الكثير من الحضارات زيادة على انه مهد للحضارات. واعترف السفير العراقي بأنه ليس من السهل أن يتم في أية دولة الانتقال بسهولة من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي وذلك أن الديمقراطية والحرية إنما تكتسب بالممارسة اليومية، كما أن النهضة الحالية التي يعرفها العراق لا تعجب الكثير من الدول بسبب تداخل المصالح الاقتصادية والثقافية والسياسية وهو ما يزيد العراقيين إصرارا على بذل المزيد من الجهود من اجل التحرر والانعتاق والبناء والتشييد. وأكد السفير العراقي بأن الوضع السياسي تغيّر كثيرا وأصبح في المجال السياسي يمارس السلطة مجلس الوزراء وأن صوت رئيس الوزراء له نفس حجم رأي أي وزير في الحكومة، كما أن القضاء مستقل بشكل كبير ولعل اكبر دليل على ذلك هو اتهام نائب رئيس الجمهورية بالفساد ومساعدة الإرهاب. وفيما يتعلق بحالات العنف التي ما زالت تحدث هنا وهناك وبين الحين والآخر أكد السيد الخير الله بأن هذه الأمور تحدث في كل البلدان بما فيها تلك المتطورة وعليه فإن هذا لا يمكن له أن يكون مانعا لمواصلة البناء والنظر إلى المستقبل بعين ايجابية لأن الاهتمام بالسلبيات يجعل الإنسان يتأخر اللهم إلا إذا نظر إليها من باب ضرورة معالجتها وهو ما يتم العمل بشأنه في عراق اليوم. وبخصوص القمة العربية المزمع عقدها في أواخر شهر مارس المقبل فقد أكد السفير العراقي بأن التحضيرات بشأنها جارية بشكل عاد وأن العديد من الدول أبدت رغبتها في المشاركة خاصة إنها ستكون مسبوقة بعقد اجتماع لوزراء المالية العرب للنظر في الكيفيات والآليات التي يجب اتخاذها من اجل تفعيل الاستثمار العملي في العراق ثم تتبعها ندوة وزراء الخارجية وبعدها القمة العربية التي ستكون متميزة بالنظر إلى الوضع العربي الراهن. أسئلة الصحفيين تطرقت كذلك إلى العديد من القضايا كالمساجين الجزائريين ال13 الموجودين بالسجون العراقية، حيث قال السفير العراقي بأنها أمور عادية تحدث في كل البلدان وانه في حال التقدم الى مصالح السفارة من اجل القيام بالزيارة من طرف ذويهم فإنه ستقدم لهم كل المساعدات اللازمة والممكنة ليعبر في الأخير عن شكره وامتنانه للسلطات الجزائرية على كل التسهيلات التي تقدم للجالية العراقية المقيمة بالجزائر حتى أن الكثير من الذين التقيناهم وحاورناهم أكدوا أنهم يشعرون فعلا بأنهم في بلدهم وليسوا غرباء فيه.